أنّ عليّاً عليهالسلام قال : إنّ محمّداً صلىاللهعليهوآله أُوتي الحكم والفهم صبيّاً، بين عبدة الأوثان وحزب الشيطان، ولم يرغب لهم في صنم قطّ، ولم ينشط لأعيادهم، ولم يُر منه كذب قطّ، وكان أميناً.١
وأراد الله جلّ ثناؤه الأمانة على الوحي والغيب، ومعاملة المنافقين ومماشاة النّاس كأن لم يعلم من أسرارهم وما تخفي صدورهم، وما يكون إليه مآلهم. وما زالت النّاس تأتمنه قبل مبعثه وتُودع عنده الأمانات، وأودعته خديجة أموالها ليتّجر بها، وكذا بعد مبعثه استمرّت فيه هذه الشيمة إلى آخر حياته، فأوصى عند موته عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بإنجاز عداته، وردّ الأمانات إلى أهلها وما زال يوصي بردّ الأمانات إلى أهلها والوفاء بالوعد، ويؤكّد عليه. ولهذا كان أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام أمين رسول الله صلىاللهعليهوآله في الدّنيا والآخرة. عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لعليّ عليهالسلام : أمّا أنت يا عليّ فصفيّي وأميني.٢
وعن سلمان الفارسيّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لكلّ نبيّ صاحب سرّ، وصاحب سرّي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.٣
وقال صلىاللهعليهوآله مشيراً إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام هذا وصيّي، وموضع سرّي.٤
وعن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ، أنت صاحب حوضي، وصاحب لوائي، وحبيب قلبي، ووصيّي ووارث علمي، وأنت مستودع موارث الأنبياء من قبلي، وأنت أمين الله في أرضه، وحجّة الله على بريّته، وأنت ركن
_______________________
١ ـ الاحتجاج للطبرسيّ ١١١، ١٢٠.
٢ ـ خصائص النسائيّ ١٠٥ رقم ٧٢؛ سنن أبي داود ٢ / ٢٨٤ رقم ٢٢٧٨؛ السنن الكبرى للبيهقيّ ٨ / ٦؛ مشكل الآثار رقم ٣٣٥٥، الباب ٤٨٢.
٣ ـ فردوس الأخبار ٢ / ٤٠٣ رقم ٣٧٩٣؛ حلية الأولياء ١ / ٩٨؛ كفاية الطالب ٢٥٩.
٤ ـ ميزان الاعتدال ١ / ٢٩٨؛ مجمع الزوئد ٩ / ١٤٧.