الشخص المقدّم على الجيش جميعه من حيث فنّ القتال، وأمير الأمراء، يعني الشخص المتفوّق على سائر الأمراء من حيث الإمارة.١
وقال الحاكم الحسكانيّ بإسناده عن مجاهد في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يعني : الّذين صدّقوا بالتّوحيد. (أَطِيعُوا اللَّهَ)، يعني في فرائضه. (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)، يعني في سننه. (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام حين خلّفه رسول الله صلىاللهعليهوآله بالمدينة، فقال : أتخلّفني على النّساء والصِّبيان؟ فقال : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى حين قال له : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ؟)، فقال الله تعالى : (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)، قال : هو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ولّاه الله الأمر بعد محمّد صلىاللهعليهوآله في حياته حين خلّفه رسول الله صلىاللهعليهوآله بالمدينة، فأمر الله العباد بطاعته وترك خلافه.٢
وقال أيضاً : عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليهالسلام، أنّه سأله عن قول الله عزّ وجلّ : (أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. قلت : إنّ النّاس يقولون : فما منعه أن يسمّي عليّاً وأهل بيته في كتابه؟ فقال أبو جعفر عليهالسلام : قولوا لهم : إنّ الله تعالى أنزل على رسوله الصّلاة ولم يُسَمِّ ثلاثاً ولا أربعاً، حتّى كان رسول الله صلىاللهعليهوآله فسّر ذلك، وأنزل الحجّ فلم ينزل : طوفوا سبعاً، حتّى فسّر ذلك لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله، وأنزل : (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)، فنزلت في عليّ والحسن والحسين عليهمالسلام. وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي، إنّي سألت الله أن لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما عليّ الحوض فأعطاني.٣
_______________________
١ ـ انظر مؤادّه في تنبيه الغافلين ١٤٦؛ نهج الإيمان ٤٦١ ـ ٤٧٥.
٢ ـ شواهد التنزيل ١ / ١٨٩ ـ ١٩٥؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٥.
٣
ـ شواهد التنزيل ١ / ١٩١؛ التفسير الكبير للرازيّ ١٠ / ١٤٤، وفيه : أنّ المراد به
الأئمّة