ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها |
|
شمس الضحى وأبو اسحاق والقمر (١) |
٢ ـ أو تضاد وهو التقابل بين أمرين وجوديين بينهما غاية الخلاف ويتعاقبان على محل واحد كالسواد والبياض والايمان والكفر والقيام والقعود.
٣ ـ أو شبه تضاد كالسماء والأرض فإنهما وإن كان بينهما غاية الخلاف من جهة الارتفاع والانحطاط لا يتعاقبان على محل واحد كما في التضاد.
والخيالي أمر بسببه يقتضي الخيال اجتماع الأمرين في الفكر لأسباب مختلفة باختلاف المتكلمين كصناعة خاصة أو عرف عام كالسيف والرمح في خيال الفارس والقلم والقرطاس في خيال الكاتب والدرس والسبورة في خيال الطالب ، وهكذا.
وللقرآن الكريم في هذا الباب القدح المعلّى نحو : (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً)(٢) ، فبين المسندين فيهما تضاد وبين المسند اليه فيهما اتحاد وبين القيدين تضايف ، وقوله عز شأنه : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)(٣) ، فإنه وإن لم تكن مناسبة بين الإبل والسماء وبينهما وبين الجبال والأرض بحسب الظاهر لكن لما كان الخطاب مع العرب والإبل شاغلة لأخيلتهم ، لكونها أعز أموالهم ، وكانت الأرض لرعيها والسماء لسقيها والجبال لالتجائهم اليها عند إلمام الملمات ، ناسب إيراد الكلام طبق تخيلاتهم.
وهناك أمثلة تشرح لك ما مضى ، فإذا قلت : العدل نور ، الظلم ظلام ، كان هناك تقابل وتضاد بين كل من المسند اليه والمسند في الجملتين ، وإذا قلت : الأمير يصل ويقطع ، فيهما اتحاد في المسند اليه فيهما وتقابل بين المسند ، وإذا قلت :
أقبل علي وأدبر أخوه ، كان فيهما تماثل بين المسند اليه فيهما وتقابل بين المسند ، وهلم جرا.
__________________
(١) فالوهم يتبادر اليه أن هذه الثلاثة من نوع واحد كأن كلا منها شمس ، لكنها اختلفت بالعوارض المشخصة.
(٢) سورة التوبة الآية ٨٢.
(٣) سورة الغاشية الآيتان ١٧ و ١٨.