كأن بني دالان إذا جاء جمعهم |
|
فراريج يلقى بينهن سويق (١) |
أو في صفة مذوقة ، كتشبيه الفواكه الحلوة بالعسل ، والبرقوق الكرز ، والريق بالخمر ، في قول امرىء القيس :
كأن المدام وصوب الغمام |
|
وريح الخزامى ونشر القطر |
يعل به برد أنيابها |
|
إذا طرب الطائر المستحر (٢) |
أو في الصفة المشمومة كتشبيه رائحة الرياحين المجتمعة بالغالية (٣) والنكهة بريح العنبر.
أو في الصفة الملموسة ، كما يشبه الجسم بالحرير في النعومة ، كقول ذي الرمة :
لها بشر مثل الحرير ومنطق |
|
رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر |
(الخيالي) وهو المعدوم الذي يفرض مجتمعا من أمور عدة ، كل منها مدرك بالحس ، كقول أبي الغنائم المحصي :
خود كأن بنانها |
|
في خضرة النقش المزرد |
سمك من البلور في |
|
شبك تكون من زبرجد (٤) |
فسمك على هذه الشاكلة ، وشبك بهذه الصفة لا يوجدان حتى يدركا بالحس ، لكن ما يتألفان منه وهو السمك والبلور وشبك والزبرجد ، يدركان بالحس.
والعقليان ما لم يدركا ، هما ولا مادتهما بإحدى الحواس ، كتشبيههم الضلال عن الحق بالعمى ، والعلم بالحياة ، وبهذا التفسير دخل في العقلي.
(الوهمي) (٥) وهو ما ليس مدركا بإحدى الحواس ، لكنه لو أدرك ، لكان مدركا بها ، كرؤوس الشياطين ، وأنياب الأغوال ، في قوله تعالى :
__________________
(١) الفراريج صغار الدجاج ، والسويق : الناعم من دقيق الحنطة والشعير ، وشبههم بذلك لدقة أصواتهم وعجلة كلامهم.
(٢) الصوب المطر ، والخزامى نبت طيب الرائحة ، والنشر الريح الطيبة ، والمستحر المغرد في السحر.
(٣) أخلاط من الطيب.
(٤) الخود الشابة الناعمة.
(٥) هو ما تخترعه المتخيلة من نفسها ، وهي قوة من قوى الادراك من شأنها اختراع أشياء لا حقيقة لها ، كما تصور الغول بصورة السبع وتخترع له أنيابا.