وإذا الأرض أظلمت كان شمسا |
|
وإذا الأرض أمحلت كان وبلا |
وأما بالعكس كقول الخنساء :
أغرّ أبلج تأثمّ الهداة به |
|
كأنه علم في رأسه نار |
وقول السري الرفاء :
والفجر كالراهب قد مزقت |
|
من طرب عنه الجلابيب |
واما مركبان (١) كقول بشار :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا |
|
وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه (٢) |
فالشبه (٣) هو مجموع الغبار والسيوف المتألقة في خلاله والمشبه به هو الليل الذي تتهافت كواكبه إذ لم يقصد تشبيه النقع بالليل والسيوف بالكواكب ، بل عمد الى تشبيه هيئة السيوف وقد سلت من أغمادها ، وهي تعلو وترسب وتجيء وتذهب وتضطرب اضطرابا شديدا وتتحرك بسرعة الى جهات مختلفة ، وكذا الى هيئة الكواكب في تهاويها وتصادمها وتداخلها واستطالة أشكالها عند السقوط.
وهذا القسم ضربان :
١ ـ ما لا يصح تشبيه كل جزء من أحد طرفيه بما يقابله من الطرف الثاني كقول القاضي التنوخي :
كأنما المريخ والمشتري |
|
قدامه في شامخ الرفعة (٤) |
منصرف بالليل عن دعوة |
|
قد أسرجت قدامه شمعة |
فإن المريخ في مقابلة المنصرف عن الدعوة ، ولو قيل : كأن المريخ منصرف بالليل عن دعوة ، كان ضربا من الهذيان.
__________________
(١) ليس الفرق بين المقيد والمركب باعتبار التركيب اللفظي لاستوائه فيهما غالبا ، بل باعتبار قصد المتكلم الهيئة بالذات والأجزاء يالتبع في المركب وباعتبار قصد جزء من الأجزاء والربط بغيره بالتبع في المفرد المقيد.
(٢) المثار من أثار الغبار.
(٣) ووجه الشبه الهيئة الحاصلة من سقوط أجرام مستطيلة منيرة متناسبة المقدار متفرقة في جوانب شيء مظلم.
(٤) واو المشتري للحال ، فهو يقصد الهيئة التي تكون للمريخ متى كان المشتري أمامه.