١ ـ فاللغوية هي الكلمة المستعملة فيما وضعت (١) له في إصلاح التخاطب ، فخرج بقولنا المستعملة الكلمة قبل الاستعمال ، فلا تسمى حقيقة ولا مجازا ، وبقولنا فيما وضعت له الغلط ، نحو : خذ هذا الكتاب ، مشيرا الى مسطرة ، والمجاز الذي لم يستعمل فيما وضع له ، لا في اصطلاح التخاطب ، ولا في غيره ، كالأسد المستعمل في الرجل الشجاع ، لأن الاستعارة وإن كانت موضوعة فوضعها تأويلي ، أي يحتاج الى قرينة لا تحقيقي ، والمفهوم من إطلاق الوضع التحقيقي وهو ما كانت الدلالة فيه بنفسه لا بقرينة ، وبقولنا في اصطلاح التخاطب المجاز المستعمل فيما وضع له في اصطلاح آخر غير الاصطلاح الذي وقع به التخاطب كالزكاة اذا استعملها الشرعي في النماء ، فإنها تكون مجازا لأنها لفظ استعمل في غير ما وضع له في اصطلاح الشرع ، وهو الجزء المخصوص الذي يؤخذ من المال ، ويعطى للسائل والمحروم ، وإن كان مستعملا فيما وضع له في اصطلاح اللغة ، فلو لا هذا القيد لتناول تعريف الحقيقة والمجاز.
٢ ـ والعقلية هي إسناد الفعل ، أو ما في معناه الى ما هو له عند المتكلم في الظاهر ، أي إسناد الفعل ، أو ما في معناه ، وهو المصدر واسم الفاعل ، واسم المفعول والصفة المشبهة ، واسم التفضيل والظرف ، إلى ما هو له عند المتكلم فيما يفهم من ظاهر (٢) حاله بألا ينصب قرينة على أنه غير ما هو له في اعتقاده ، ومعنى كونه له أن حقه أن يسند اليه لأنه وصف له وذلك كإسناد الفعل المبنى للفاعل الى الفاعل ، وإسناد الفعل المبني للمفعول ، وستأتي الأمثلة عند ذكر أقسامها ، وهي أربعة :
١ ـ ما يطابق الواقع والاعتقاد معا كقول الموحد : خلق الله العالم.
٢ ـ ما يطابق الواقع دون الاعتقاد ولا يكاد يوجد له مثال ومثلوا له بقول المعتزلي لمن لا يعرف حقيقة حاله وهو يخفيها عنه (خلق الله الأفعال كلها)
__________________
(١) الوضع تعيين اللفظ للدلالة على معنى بنفسه ، فخرج بقولنا بنفسه المجاز ، لأن دلالته بالقرينة ، ودخل المشترك ، لأنه قد عين للدلالة على كل من المعنيين بنفسه وعدم فهم أحدهما بالتعيين لعارض لا ينافي ذلك ، فالقر ، مثلا عين مرة للدلالة على الطهر بنفسه وأخرى للدلالة على الحيض بنفسه ، فهو موضوع لكل منهما على وجه الاستقلال.
(٢) سيأتي إيضاح ذلك في المجاز.