لئن أخطأت في مدحك ماأخطأت في منعي |
|
لقد أنزلت حاجاتي (بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ |
فهو مقتبس من قوله تعالى : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ)(١) ، فمعناه في القرآن واد لا ماء فيه ولا نبات.
نقله ابن الرومي الى رجل لا خير فيه ولا نفع ، ولا بأس بتغيير يسير في اللفظ المقتبس للوزن أو غيره ، كقول بعض المغاربة عند وفاة بعض أصحابه :
قد كان ما خفت أن يكونا |
|
إنا إلى الله راجعونا |
(تتمة) الاقتباس على ثلاثة أقسام :
(أ) مستحسن ، وهو ما كان في الخطب والمواعظ.
(ب) مباح ، ما كان في الغزل والرسائل والقصص.
(ج) مردود ، ما كان في الهزل ، كقول القائل :
أوحى الى عشاقه |
|
(هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ) |
(وردفه ينطلق من خلفه) |
|
(لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) |
٢ ـ التضمين (٢) ، وهو أن يضمن الشاعر كلامه شعرا من شعر غيره مع التنبيه عليه إن لم يكن مشهورا لدى نقاد الشعر وذي اللسن ، كقول الحريري يحكي ما قاله الغلام الذي عرضه أبو زيد للبيع :
على اني سأنشد عند بيعي |
|
(أضاعوني وأي فتى أضاعوا) |
المصراع الأخير للعرجي ، وأصله :
أضاعوني وأي فتى أضاعوا |
|
ليوم كريهة وسداد ثغر (٣) |
أما تضمينه فلا تنبيه عليه لشهرته ، فكقوله :
__________________
(١) سورة إبراهيم الآية ٣٧.
(٢) تضمين البيت فما زاد استعانة وتضمين المصراع فما دونه يسمى رفوا وإبداعا.
(٣) الكريهة : الحرب ، والسداد : سد الثغر بالخيل والرجال ، والثغر : الموضع الذي يخشى منه العدو ، والاستفهام أي أضاعوني وأنا أكمل الفتيان في وقت الحاجة لسداد الثغر.