والمحروم من اقتطاف جنى ثمارها ، لا يعرف وجه الإعجاز إلا بالتقليد ، ولا يعلم ذلك إلا بالسماع ، فسواء في قضية النظر ، هو والزنجي والبربري ، والفارسي والنبطي ، إذ كل أولئك يتلقونه سماعا ، ويصل إليه علمه مشافهة.
مما تقدم تعلم جليل خطرها ، وعظيم منزلتها ، وأنها لا تدانيها منزلة علم آخر من علوم العربية ، فلا غرو اذا اتجهت همم العلماء والباحثين في مختلف العصور الى التأليف فيها ، وبسط القول في بيان مغازيها ومراميها ، وقد رأينا أن ندلي دلونا بين الدلاء ، ونضرب بسهم في هذا الميدان ، والله ولي التوفيق ، والهادي لأقوم طريق.
|
أحمد مصطفى المراغي |