وقد تخرج ألفاظ النداء الى معان أخرى تستفاد من القرائن ، ومن ذلك :
١ ـ التحسر والتوجع ، كقول حافظ في الرثاء :
يا درة نزعت من تاج والدها |
|
فأصبحت حلية في تاج رضوان |
وقول من رثى معن بن زائدة :
فيا قبر معن كيف واريت جوده |
|
وقد كان منه البر والبحر مترعا (١) |
٢ ـ التعجب ، كقول طرفة :
يا لك من قبرة بمعمر |
|
خلا لك الجو فبيضي واصفري (٢) |
٣ ـ الاختصاص ، كقوله :
إنا بني نهشل لا ندعي لأب |
|
عنه ولا هو بالأبناء يشرينا |
٤ ـ الندبة ، كقول أبي العلاء :
فوا عجباكم يدعى الفضل ناقص |
|
ووا أسفاكم يظهر النقص فاضل |
٥ ـ الإغراء ، كقولك للجندي المتردد في الدفاع : يا شجاع تقدم.
٦ ـ الزجر والملامة ، نحو :
أفؤادي متى المتاب ألما |
|
تصح والشيب فوق رأسي ألما (٣) |
٧ ـ الاستغاثة ، نحو :
يا للرجال ذوي الألباب من نفر |
|
لا يبرح السفيه المردي لهم دينا (٤) |
٨ ـ التحير والتذكر ، وقد كثر ذلك في نداء الأطلال والمنازل والمطايا ، كقوله :
أيا منازل سلمى أين سلماك |
|
من أجل هذا بكيناها بكيناك (٥) |
__________________
(١) المترع المملوء.
(٢) الشطر الثاني يضرب مثلا للحاجة يتمكن منها صاحبها.
(٣) ألم الثانية بمعنى نزل.
(٤) المردي المهلك ، والدين العادة.
(٥) فيه حذف حرف العطف ، أي وبكيناك ، يريد أنه بكى على سلمى ، وبكى على المنازل لعدم وجود سلمى بها.