«أديب قام به أدبه المكتسب ، إذ قعد به عن موروث الحسب والنسب. فهو ابن نفسه العصامية إذا عدت الآباء والجدود ، والمنشد لسان حاله عند افتخار السيد على المسود :
ما بقومي شرفت بل شرفوا بي |
|
وبنفسي فخرت لا بجدودي |
سمع قول بعض الأدباء :
كن ابن من شئت واكتسب أدبا |
|
يغنيك موروثه عن الحسب |
فأجهد نفسه في تحصيل الأدب واكتسابه ، وغني عن شرف النسب بانتمائه إليه وانتسابه ، فتمثل فخرا على كل معرق غبن.
إن الفتى من يقول ها أنا ذا |
|
ليس الفتى من يقول كان أبي" |
قال المحبي في كتابه خلاصة الأثر (١) :
«وهذه الترجمة ، كانت أعظم أسباب التعرض لسب السلافة وصاحبها ، فإن حفيد صاحب الترجمة صاحبنا الفاضل الأديب علي بن تاج الدين السنجاري لما رآها استشاط غيظا ، وعمل هذين البيتين وهما :
هات اقر لي ريحانة ابن خفاجة |
|
لا عطر بعد عروس لفظ محكم |
واترك سلافة رافضي مبعد |
|
إن السلافة لا تحلّ لمسلم |
وقال أيضا :
قولا لنجل ابن معصوم إذا نظرت |
|
إليه عينا كما عنى ولا تخفا |
المزر أحسن من هذى السلافة إذ |
|
تديرها الحبش في حيشانها غرفا |
__________________
(١) المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٧٥ ، ٤٧٦.