ما زدت عن أن أفدت الناس قاطبة |
|
يا رافضي بما أضمرت للخلفا" |
ويبدو أن ذلك قد وصل إلى مسامع ابن معصوم ، فوصف علي السنجاري بأشنع الوصف ، وقذفه بأقبح الكلام ، حيث قال (١) :
«فخلف من بعده خلف هدموا ما ابتناه ، وخضموا ما اقتناه ، فعادت إلى غيها لميس ، وأصبحت عراتهم من الفضل بالعار تميس ، يدرجون في الأكمال والذيول ، وهو من الخسف بمدرجة السيول ، يزعمون أن أسلفهم بسنجار ، من أتمّ حرّ الأصل والنجار ، فمن أنكر قديمهم قذفوه ، ومن عرف حديثهم قربوه ، يدلون بالخطابة وهي طريقتهم ، ويأنفون من الحطابة وهي حرفتهم ، على أن أم جميل تستصرخ أبا لهبها ، من شركتهم لها في لقبها ، ولو وجدت سبيلا إلى اقتيادهم لجعلت حبل جيدها في أجيادهم ، وعهدي نتاجهم لا ترضى به ساق أنه خلخالا ، ولو ساق من طرفه سبعين عما وخالا ، يرنح عطفيه صلفا ، وقامته شبرا ، ويرى وجهه مرآة الغربة وصبغة حبرا ، وبلغني أن ابنه في هذا الأوان ، عطس عن أنف ، طالما جدع على الهوان ، فتعاطى الشعر والنظم ، ولاك من سفسافة الشعر والعظم ، وكرب من المشرف في جهل رأسه ، وأحلّ لمضغ لحوم أهل الشرف أضراسه ، ولعب بلسانه كيف شاء وأشاع السوء من القول والفحشاء ، وما علم أن الذباب لا يخبث بوليمة العباب ، ولكن لا عجب للأخدل إن جمر ، وللكلب إن نبح القمر ، ولئن لهج بالبذاء حتى أنتن الشعر بفيه ، وتشابهت أصوات نبحه وقوافيه ، فقد جنى من غرسه لنفسه ما حلا معه آلاء ، ومن تمرد على العافية تمرد عليه البلا ، وفيه يقول بعض
__________________
(١) ابن معصوم ـ سلافة العصر ص ٢٣١ ـ ٢٣٤.