العصريين مشيرا إلى حرفته ، ولم يتجاوز حد معرفته :
لغا بقول الخنا ولا عجب |
|
أغراه بالسوء قلة الأدب |
ما باله قد غدا أبا لهب وكان قدما حمالة الحطب».
وكرر المعنى فقال :
«لغا بقول الخنا جهرا لا عجب |
|
أغراه بالسوء جهلا قلة الأدب |
ما باله ويله أضحى أبا لهب |
|
من بعد ما كان من حمالة الحطب" |
ولنرجع إلى ما نحن بصدده : فنقول أن المحبي وصف التقي السنجاري جدّ علي في كتابه خلاصة الأثر (١) ناقلا ذلك عن الأديب مصطفى بن فتح الله قوله :
«سابق فرسان الإحسان ، وعين أعيان البيان والتبيان ، رفع للعلوم راية ، وجمع فيها بين الرواية والدراية ، وغاص في بحر الأدب ، فاستخرج درره ، وسما إلى مطالعه فاستجلى غرره ، فنظم اللآلىء والدراري ، ونثر وجدّد ما درس من مغاني المعاني ودثر ، ثم أنشد له من شعر قوله ملغزا في نخلة ، وكتب بها إلى القاضي تاج الدين المالكي :
أيها المصقع الذي شرف |
|
الدهر وأحيا دوارس الآداب |
والهمام الذي تسامى فخارا |
|
وتناهى في العلم والأحساب (٢) |
كما كان من مداح الشريف زيد بن محسن بن الحسين بن الحسن
__________________
(١) المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٧٦ ـ ٤٧٩.
(٢) انظر بقية القصيدة وجوابها في نفس المصدر السابق ١ / ٤٧٧ ، ٤٧٩ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ٢٣١ ـ ٢٣٤.