وقوله «عفا الله عنه» ، عند التحدث عن شخص من الأشخاص قام بعمل ما. وكان عند ما يقول «الله أعلم». ذلك يعني أنه أحس بأن هنالك شيء غامض في أمر من الأمور.
وفي حالة وقوع فعل منكر كان يستعيذ بالله ، في حين أنه كان يحمد الله في حالة الرضا الذي يعم الرعية والأمن الذي قد يسود البلد.
وقد استخدم السنجاري في تدوينه لتلك الأحداث طريقة الحوليات ، في الجزء الثاني والثالث ، وفي قسم من الجزء الأول ، حيث تسجل عن طريقها الأحداث عاما بعام.
ويعد الطريق الذي سلكه السنجاري في منهجه طريقة البحث العلمي في كتابة التاريخ ، فهو يبحث ، وينقب ، ويتحرى الدقة في أخباره ، فإذا حدث ولم يحضر ذلك الحدث يشير إلى ذلك بقوله : «أخبرني من أثق به» (١) ، «ومن لا أتهمه» ، «على ما يقال». وكان عندما يشك في صحة خبر من الأخبار ولا يستطيع إثباته ، يشير إلى ذلك بقوله : «والله أعلم» (٢). كما أنه عند ما يشك بخبر كان يبحث وينقب حتى يصل إلى حقيقته ، ولم يكن يكتفي بأقوال المؤرخين السابقين بل كان يستقصي عن الحقيقة التي اعتقد صوابها (٣).
كما كان السنجاري يبدي رأيه في المواضيع التي تهم المسلمين ،
__________________
(١) عندما ذهب الشريف أحمد إلى الشرق بنحو ٥٠٠ بعير.
(٢) كما حصل في هدم الخلاوي من الحرم ، وكثير غيره.
(٣) كمثال على ذلك : «عندما عين عبد الله بن عطية قائد مكة رجلا من أهل الشام ، شك السنجاري في اسمه فبحث عنه إلى أن وجده ابن ماعز ، في مختصر تاريخ ابن جرير الطبري ـ حوادث سنة ١٣٠ ه.