فأعطى رأيه في البدع السائدة والمستجدة ، وعندما أخرج الصنجق أحمد بيك النصارى من جدة رحب بهذا الأمر وامتدحه وذم من قبله الذي سمح للنصارى بدخول جدة» (١).
فكتاب السنجاري موسوعي يعتمد منهج الموسوعات التي اشتهر بها كثير من مؤرخي المسلمين ، فعمد إلى الاقتباس من المصادر مع الاختصار ، كما ذكر في مقدمته ، فاطلع على ما توفر لديه من مصادر واختصر بعضها. والتزامه بالاقتباس جعله يستطرد في كثير من الأحيان فيخرج بعيدا عن الموضوع الذي يتحدث فيه ، إلى ذكر سانحة أو لطيفة أو فائدة أو نادرة أو غريبة من غرائب التاريخ أو اللغة ، فينتقل بالقارئ من علم إلى علم ومن جدّ إلى طرفة أو نادرة أو لطيفة. وفي كثير من الأحيان يكون هذا الخروج لكي يقارن بين وقائع متماثلة في ثنايا الكتاب. ويكثر الخروج عن الموضوع في مجال الشعر والاستشهادات الأدبية.
والاستطراد هذا قد يقوده إلى التوهم أحيانا ، فيخلط بين المصادر التي أخذ عنها ، وقد يكرر الأخبار بسبب النسيان أو ذلك الخلط والتوهم ، كتكراره الحديث عن كتاب السلطان بيبرس الموجه إلى أمير مكة. ومثل خطئه في أخبار الخلفاء العباسيين في القرن السادس الهجري بدلا من السابع مع ذكره لهم في القرن السابع. وتكراره لحادثة حج جميلة الحمدانية في قرنين مختلفين!!.
وأما أسلوبه فقوي ، يلجأ إلى السجع والمحسنات اللفظية في أحيان كثيرة ، ولكنه يميل إلى الركاكة في القسم الأخير من كتابه حين اعتمد
__________________
(١) وذلك في عهد الصنجق أحمد باشا. انظر حوادث سنة ١٠٩٨ ه في الكتاب.