القائم (ع) في العالم الصّغير عبارة عن التمثّل المذكور لانّ كلّما ذكروه في ظهور القائم (ع) يحصل حينئذ في العالم الصّغير وقد نظم بالفارسيّة اشارة الى هذا التمثّل :
كرد شهنشاه عشق در حرم دل ظهور |
|
قد ز ميان برفراشت رأيت الله نور |
هر كه در اين ره شتافت با قدم نيستى |
|
هستى جاويد يافت از تو ببزم حضور |
وانكه جمال تو ديد جام وصالت چشيد |
|
باده كوثر نخواست از كف غلمان وحور |
أو معنى الآية فلا خوف عليهم في الآخرة ، أو لا خوف لغيرهم عليهم ، ولا هم يحزنون في الآخرة ، ونظير هذه الآية ذكر مكرّرا في القرآن ونذكر في بعض الموارد ما يليق به (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) عطف على جملة من تبع هداي (الى آخره). وحقّ العبارة ان يقول : ومن لم يتبّع هداي لكنّه عدل الى صريح الموصول وترك الفاء في الخبر هاهنا وجاء به في الاوّل للتّأكيد والتّصريح بالتّلازم وعدم التخلّف في جانب الوعد وعدم التّأكيد والتّلازم في جانب الوعيد وأتى بقوله (كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) بدل من لم يتّبع للاشعار بأن عدم الاتّباع كفر ومستلزم للانتهاء الى التّكذيب ، وأصل الآيات وأعظمها الأنبياء والأولياء فذكر تكذيب الآيات في مقام عدم اتّباع الهدى يؤيّد تفسير الهدى بالأنبياء والأولياء (ع) وتكرار المبتدأ باسم الاشارة البعيدة لتأكيد الحكم وإحضارهم بأوصافهم الذّميمة وتحقيرهم ، وللتّطويل في مقام الوعيد المطلوب فيه التّشديد والتّأكيد والتّطويل ، ولذا لم يكتف بصحابة النّار المشعرة بالتّجانس المستلزم للخلود وأكّدها بقوله (هُمْ فِيها خالِدُونَ) اعلم انّ اخبار خلق آدم (ع) وحوّاء وكيفيّة خلقهما وبقائهما في الجنّة ووسوسة الشّيطان لهما وأكلهما من الشّجرة وهبوطهما على الصّفا والمروة وبكائهما على فراق الجنّة وبكاء آدم على فراق حوّاء وتوبة الله عليهما مذكورة في التّفاسير وكتب الاخبار والتّواريخ من أهل الإسلام وغيرهم ، ومن راجعها وتأمّلها تفطّن بأنّها من مرموزات الأقدمين ؛ من أراد فليرجع إليها.
(يا بَنِي إِسْرائِيلَ) إسرائيل اسم ليعقوب (ع) وإسرا بمعنى العبد وإيل بمعنى الله ، أو إسرا بمعنى القوّة وإيل بمعنى الله ، بعد ما ذكر خلق آدم (ع) وحوّاء (ع) وانعامه عليهما بسجدة الملائكة وطاعتهم لهما وإسكانهم الجنّة ونقضهما للعهد بترك النّهى بالأكل من الشّجرة وهبوطهما بارتكاب منهىّ واحد وتفضّله عليهما وعلى ذرّيّتهما بإيتاء الهدى ووعد التّابع ووعيد التّارك التفت تعالى الى ذرّيّتهما تفضّلا عليهما وعليهم وناداهم وأتى في مقام آدم (ع) باسرائيل للاشعار بأنّ من انتسب الى الأنبياء فهم بنو آدم (ع) وامّا غيرهم فليسوا بنى آدم حقيقة فانّ النّسبة الجسمانيّة إذا لم تكن قرينة للنّسبة الرّوحانيّة لم تكن منظورا إليها ، واختار من بين الأنبياء يعقوب (ع) لكثرة أولاده وبقاء النّسبة الرّوحانيّة اليه في أكثرهم فانّه لم يقطع النّبوّة في أولاده ولم ـ يرفع الدّين عنهم بخلاف سائر الأنبياء (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) بخلق أبيكم آدم (ع) وتفضيله على سائر الموجودات ، وتسخيره لكلّ ما في الأرض ، وسجود الملائكة له ، وهبوطه الى الأرض لكثرة نسله وخدمه فانّه نعمة لآدم وذرّيّته وان كان بصورة النّقمة كما قال المولوى :
ديو كبود كو ز آدم بگذرد |
|
بر چنين نطعى از آن بازى برد |
در حقيقت نفع آدم شد همه |
|
لعنت حاسد شدة آن دمدمه |
بازيى ديد ودو صد بازى نديد |
|
پس ستون خانه خود را بريد |