قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المعجزة القرآنيّة

المعجزة القرآنيّة

124/342
*

نرجع إلى النسخ التي كتبت منذ أربعة عشر قرنا ، فنجدها بنفس الكلمات والحروف التي كتبت بها النسخ بعد ذلك بقرن ، أو قرنين ، أو ثلاثة ، أو عشرة ، إلى يومنا هذا.

والأعجب من ذلك أن المسلم الصيني ، أو الروسي ، أو الأوروبي ، أو الإفريقي ، أو الأمريكي ، يقرأ القرآن بلغة العرب التي أنزل فيها ، في كثير من الحالات ، بل في أكثرها لا يفهم معناه ، ولكنه رغم هذا ، يقرؤه ويحفظه ، بنفس الصيغة والأسلوب اللذين كان يقرأ بهما القرآن في زمن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفي كل زمان ومكان ، وكما يقرؤه المسلم العربي الذي يكاد يفهم معنى كل حرف من حروفه ، وكل كلمة من كلماته.

ما السر في هذا؟.

وكيف ثبت القرآن هذا الثبوت؟.

وكيف وصل إلى هذه المرحلة ، خلال هذه القرون الطويلة التي ما أتت على شيء إلا وبدلته وغيرته ..؟.

إنه إعجاز القرآن الغيبي .. الذي أخبر الله عنه من أربعة عشر قرنا : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ، وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ ، لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).

ولكن ... هل هذا كل ما في الأمر من هذه المعجزة الغيبية ...؟.

الجواب : لا ..

إن وجه الإعجاز سيظهر جليا واضحا اليوم ، في العصر الحاضر ، أوضح مما ظهر في أي يوم من الأيام ...

لقد دارت الدائرة على دولة الإسلام ، فانهارت خلافتها ، وتمزقت وحدتها ، وقامت الحدود الإقليمية المصطنعة بين أبنائها ، فجعلت منهم العربي والأعجمي ، ثم قامت الحدود بين أبناء الأمة العربية ذاتها ، وقسمت البلاد العربية إلى دول ودويلات ، وفي كل هذا التراجع ، تتراجع راية المسلمين ، وتلين عزيمتهم ، وتضرب حولهم السدود المنيعة حتى لا يقووا على الحركة والنهوض.