رسموه ، يتحدون بذلك ليس إرادة البشر ، وإنما إرادة الله ، ويثبتون أن خبر القرآن كان كاذبا حينما ألقي إلى محمد صلىاللهعليهوسلم : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ).
ولكن هل وصلوا إلى ما أرادوا ..؟
لقد تمكن المخططون من الوصول إلى كثير من مآربهم في أمتنا الإسلامية ، فنقضوا الخلافة ، ثم مزقوا الأمة ، ثم كروا على دور العلم الإسلامية فقضوا عليها ، بالتطوير تارة ، وبتجزئة المناهج تارة أخرى ، ليحولوا بين الناس وبين ينابيع ثقافتهم الإسلامية.
ثم بثوا في صفوف المسلمين مناهجهم التعليمية ، وما زالوا يعملون ويدأبون إلى أن وصلت أمتنا إلى ما لا تحسد عليه ، مما يسر العدو ، ويحزن الصديق ، إذ كادت تندثر في صفوفها كثير من العلوم الإسلامية ، والعربية ، فعلوم الفقه ، والأصول ، والتفسير ، والحديث ، لم يبق منها اليوم إلا أطلال دارسة ، ومعاهد خاوية.
وعلوم اللغة اندثرت أو كادت ، مما يهدد بكارثة في جانب علوم الشرع بأسرها.
وكل هذا لم يكن من قبيل الصدفة ، وإنما كان نتيجة لتخطيط ماكر رهيب.
ويضاف إلى كل هذا أن أعداءنا نشروا في أوساط الأجيال المعاصرة روح الإلحاد والإباحية ، حتى لم تعد للقرآن أية قيمة في نفوسهم ، كما أنه لم تعد للفضيلة مكانة عندهم ، وصار كثير منهم يهزأ هو نفسه بالقرآن وبتعاليم القرآن بدلا من أن يهزأ بها عدوه.
وإلى جانب هذا وصل المسلمون إلى حالة من الضعف والوهن ، لم يصلوا إليها طيلة تاريخهم الطويل ، حتى أصبحوا هدفا لحملات الإبادة الإفرادية والجماعية ، في معظم بقاع العالم ، وهم الآن لا حول لهم ولا طول ، مثلهم مثل