المألوفة ، كما حدث لنبي الله موسى عليهالسلام ، علمنا يقينا أنه مرسل من عند الله ، لأن مثل هذا العمل مستحيل في حكم القوانين العادية التي خلقها الله.
فلو لا أن هذا الإنسان مؤيد بقدرة من الله ، لما استطاع في حكم العادة أن يخرق هذه القوانين ، فخرقه لها ، دليل على أن الله الذي خلقها وخلق قوانينها هو الذي أرسله ، وأذن له في خرقها.
وكتفجير الماء من الحجر الأصم ، الذي يستحيل في حكم العادة أن يخرج منه الماء ، فإذا ما ضربه إنسان بعصاه ، وانفجرت منه العيون ، يشرب منها الناس ، علمنا يقينا أنه مرسل من عند الله ، وإلّا لما استطاع أن يخرق مثل هذه العادة التي يستحيل خرقها.
وكإحياء الميت الذي جرت العادة في أنه يستحيل أن يرجع إلى الحياة ثانية.
فإذا ما جاء إنسان ، وتمكّن من إحيائه ثانية ، فعاد حيا يتكلم ، يسأل ويجيب ، علمنا على القطع أن هذا الإنسان صادق في دعواه للنبوّة والرسالة ، وإلّا لما استطاع أن يعمل مثل هذا العمل الذي يستحيل في حكم العادة عمله ، كما حدث لنبيّ الله عيسىعليهالسلام.
إلى آخر ما هنالك من المعجزات التي يجريها الله على أيدي أنبيائه ورسله ، تصديقا لهم في دعواهم النبوّة أو الرسالة أمام من أرسلوا إليهم.
ويشترط في هذه المعجزة أن تكون مقرونة بالتحدي ، يظهرها الرسول كلما دعت الحاجة إليها ، يتحدّى بها المرسل إليهم أن يأتوا بمثلها ، ليظهر عجزهم عن معارضتها ، ويثبت دعواه في نبوّته ورسالته.
إذ لو تمكّن الناس من معارضتها ، والإتيان بمثلها ، لما كانت خارقة للعادة ، ومن ثم لما كانت معجزة ، ولما كان المدعي صادقا في دعواه.