البريطانية المتخصصة ، إذ لو كان قد اطلع عليها لما تحير تلك الحيرة فيما رأى وشاهد.
وجاء بعد أندرسون الأمريكي عالمان بريطانيان ، عرفا ما توصل إليه أندرسون عمليا بألواحه الحساسة ، كما عرفا المعادلة التي أشار إليها ديراك قبله نظريا ، وبجمعهما بين نتيجة أندرسون العملية ومعادلة ديراك الرياضية النظرية أدركا السر العظيم في مسار الإليكترونين ، وأشارا إلى أن معادلة ديراك التي تنبأت بخلق الزوجين صحيحة تماما ، على ما أثبته أندرسون بألواحه.
لقد كان ذلك اليوم الذي توصل فيه العلماء إلى تسجيل بداية خلق أصغر وأبسط زوجين في العالم ـ كان يوما مشهودا في تاريخ العلم.
ومن أجل هذا الاكتشاف المثير الذي توصل إليه ديراك من خلال معادلته الرياضية ـ من أجل هذا حصل على جائزة نوبل في العام التالي لتحقق ما تنبأت به معادلته» (١).
وهو بالنسبة لنا نحن المسلمين يعتبر أيضا يوما مشهودا ، إذ أثبت فيه العلم الحديث في أدق مباحثه وأبدع اكتشافاته ، أثبت ما أخبر به القرآن الذي سبقت آياته معادلة ديراك بأربعة عشر قرنا ، إذ قال تعالى : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
وقال : («سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها ، مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ ، وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ).
نعم ... إنه ليوم مشهود لنا نحن المسلمين ، إذ ثبت للعالم أجمع أن هذا القرآن لم يكن من صنع البشر ، وإنما هو الآية القاطعة الناطقة بأنه من صنع خالق الكون والإنسان والحياة ، والعالم بكل صغيرة وكبيرة مما خلق على أبدع نظام وأتم تقدير.
__________________
(١) الدكتور عبد المحسن صالح في بحثه (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) الوعي الإسلامي عدد ١٦٢ بتصرف.