وهل اقتصرت المكتشفات العلمية على اكتشاف الزوجين في الجسيمات الذرية ، من الإليكترون ونقيضه ، أو البروتون ونقيضه ، أو النيوترون ونقيضه ، أم أنهم وضعوا أيديهم على أمور أخرى ربما كانت أكثر إثارة ودهشة في هذا الكون ..؟.
لا شك أن ما ذكرناه لم يكن كل ما في الأمر مما يتعلق بالآية ، فقد قال تعالى : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ).
إذن فلا بد أن تكون هناك أمور أخرى عرفها الإنسان المعاصر مما لم يكن يعلمه الناس قديما ، وفيه من الإثارة والدهشة ما يذهل له عقل الإنسان ، ومما يدل دلالة قاطعة على إعجاز القرآن.
الكون والكون النقيض :
لقد سيطرت فكرة الخلق أزواجا ـ بعد معادلة ديراك ، وألواح أندرسون ، وتجارب العلماء في المعامل الذرية الضخمة ـ لقد سيطرت فكرة الخلق أزواجا على عقول العلماء ، وصار من الأمور البديهية اليقينية عندهم أنه من تمام انتظام الكون وتعادله وتوازنه أن يكون الخلق في كل شيء على طريقة الأزواج.
وكأنهم اتخذوا من قول الله : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) كأنهم اتخذوا من هذه الآية دستورا لمباحثهم العلمية ، فكل شيء في هذا الكون يجب أن يكون على نظام الزوجية.
فخلق الإليكترون لا بد أن يصحبه خلق الإليكترون النقيض أو البوزيترون ، كما بيناه في الفقرة السابقة ، وخلق النيوترون لا بد أن يصاحبه خلق النيوترون النقيض ، وهكذا ...
ولكن صفات الإليكترون تخالف وتناقض تماما صفات البوزيترون أو الإليكترون النقيض.
فإذا دار الإليكترون حول نفسه من اليمين إلى اليسار ، دار الإليكترون النقيض من اليسار إلى اليمين.