وإذا حمل الإليكترون شحنة كهربية سالبة حمل البوزيترون شحنة موجبة.
وإذا كان المجال المغناطيسي للإلكترون يتجه إلى الأعلى ، كان المجال لنقيضه يتجه إلى الأسفل.
من أجل هذا كان من المستحيل أن يجتمعا ، فإذا ما قدر اجتماعهما كان لا بد أن يفني أحدهما الآخر.
وهذا الصراع العنيف الذي يؤدي إلى الفناء يشهده العلماء في معاملهم ، وفي طبقات الجو العليا ، وفي الفضاء الخارجي ، إذ كثيرا ما تتجسد الطاقة ، وعند ذلك تظهر الجسيمات الذرية أزواجا ، فأما الذي من عالمنا فيبقى ، وأما الذي جاء نقيضا لجسيمات عالمنا فلا بد أن يتخلى عن تجسده ويفنى ويعود ومضة سائحة في هذا الكون الرهيب.
وبهذه الحقائق اليقينية التي وضع العلماء أيديهم عليها ، وآمنوا بها ، أصبحوا يتساءلون ، ما دام الأمر كذلك فهل يمكن أن يكون هناك ذرة وذرة نقيض لها ، أو مادة ومادة نقيض لها ، أو كون وكون نقيض له ، إذ لا بد لكل شيء أن يكون زوجين ..؟.
وبمواصلة البحث توصل العلماء إلى تخليق ذرة هيدروجين نقيضة ، إلا أن تخليقها لم يدم لأكثر من لحظة واحدة خاطفة ، إذ جاء كل ما فيها معاكسا لذرة الأيدروجين المعروفة ، ولا يمكن أن تعيش إلا في عالم آخر غير عالمنا ، وهذا الأمر مستحيل في عالمنا ، إذ لا بد لها أن تصطدم في لحظة خاطفة يجزئ من جزئيات الهواء ، أو أي شيء فيه نقيضها لتحطمه ويحطمها وتعود إلى طاقة سابحة في هذا الكون.
بعد هذه التجربة وهذا الاكتشاف تطورت معارف العلماء وأصبحوا يوقنون أن فكرة خلق الأزواج ليست قاصرة على الجسيمات الذرية ، بل تعدتها إلى أنه لكل ذرة في هذا الكون ذرة نقيضة لها.
وهذا يعني أن خلق الأزواج لا بد أن يمتد إلى جزئيات الخلية ، بل إلى