للهيئة الحاصلة فى أمر قابل له وحدة بحسب الذات أو بحسب الاعتبار ، والمادة لمحل تلك الهيئة كالبياض والجسم وبهذا الاعتبار (١) يصح إضافة كل منهما إلى الآخر.
والظاهر أن إطلاق الصورة والمادة فى المركبات الصناعية مثل السيف والسرير والبيت يكون بهذا المعنى لأن الهيئة التى أحدثها النجار وسموها الصورة السريرية إنما هى عرض قائم بالخشبات لا جوهر حال فيها ، وكذا صورة السيف والبيت وعلى هذا يندفع اعتراض الإمام على تفسير العلة الصورية ، بأن الهيئة السيفية صورة للسيف ، وليست مما يجب معها السيف بالفعل ، إذ قد يكون فى خشب أو حجر ولا سيف. وأجاب الإمام : بأنا لا نعني بوجوب المركب مع الصورة أن نوع الصورة يوجب المركب ، بل إن الصورة الخشبية (٢) السيفية مثلا توجب ذلك السيف بخلاف مادته الشخصية فإنها لا توجبه (٣) ، بل قد تكون بعينها مادة شيء آخر ، والصورة الحاصلة في الحجر ليست بعينها الصورة الحالة في الحديد بل بنوعها (٤) وهذا يشعر بأن المراد بالصورة فى المركبات الصناعية أيضا ، الجزء الّذي يجب المركب معه بالفعل ، ولا يستقيم إلا إذا جعلنا السيف مثلا اسما للمركب من المعروض الذي هو الحديد ، والعارض الّذي هو الهيئة ، فيكون كل منهما داخلا فيه ووجوبه مع الأول بالقوة ، ومع الثانى بالفعل (٥).
(قال : وأما غاية الشيء فإنما تكون علة له من حيث احتياجه إلى علته المفتقرة علتها إلى تصور الغاية ، ولهذا قالوا إنها بماهيتها علة لفاعلية الفاعل ، وبانيتها معلول له بل لمعلوله ، وأنها بالوجود الذهني علة ، وبالوجود العينى
__________________
(١) في (أ) بزيادة لفظ (المذكور).
(٢) في (ب) الشخصية بدلا من (الخشبية) وهو تحريف.
(٣) في (ب) بزيادة (ولا تخفقه) ولا معنى لها.
(٤) في (أ) بزيادة (وحقيقتها).
(٥) في (ب) يوجد خلط حيث قلب الكلام فقال : مع الأول بالفعل ومع الثاني بالقوة. والصواب ما أثبتناه.