السمع ، أو الشم ، أو الذوق ، أو اللمس ، على ما سيجيء تفصيلها ، وجعل بعضهم الأكوان من المبصرات.
وأما عند الفلاسفة فالموجود في الخارج إن كان وجوده لذاته بمعنى أنه لا يفتقر في وجوده الى شيء أصلا ، فهو الواجب ، وإلا فالممكن ، والممكن إذا استغنى في الوجود عن الموضوع فجوهر ، وإلا فعرض. والمراد بالموضوع محل يقوم الحال ، فالصورة الجوهرية إنما تدخل في تعريف الجوهر دون العرض ، لأنها وإن افتقرت الى المحل لكنها مستغنية عن الموضوع ، فإن المحل أعم من الموضوع ، كما أن الحال أعم من العرض ثم خروج الواجب عن تعريف الجوهر. حيث قيد الوجود بالإمكان (١) ظاهر.
قالوا : وكذلك إذا لم يقيد مثل موجود لا في موضوع ، فإن معناه ماهية إذا وجدت كانت لا في موضوع ، وليس للواجب ماهية ، ووجود زائد عليها. ومعنى وجود العرض في المحل : أن وجوده في نفسه ، هو وجوده في محله بحيث تكون الإشارة الى أحدهما إشارة الى الآخر ، بخلاف وجود الجسم في المكان فإنه أمر مغاير لوجوده في نفسه ، مرتب عليه زائل عنه ، عند الانتقال الى مكان آخر ، فتحقيق ذلك أن ملاقاة موجود لموجود بالتمام لا على سبيل المماسة والمجاورة ، بل بحيث لا يكون بينهما تباين في الوضع ، ويحصل للثاني صفة من الأول ، كملاقاة السواد للجسم يسمى حلولا ، والموجود الأول حالا ، والثاني محلا. والحال (٢) قد يكون بحيث لا يقوم ولا يتحصل المحل بدونه فيسمى صورة
__________________
(١) في (ب) الوجوب بدلا من (الوجود).
(٢) حال الشيء ضمنه وهيئته ، وحال الدهر صروفه ، وحال الإنسان ما كان عليه من خير أو شر ، ولفظ الحال يذكر ويؤنث. ويطلق الحال على معان متقاربة كالكيفية والمقام والهيئة والصفة والصورة. ويقول المناطقة : الحال كيفية سريعة الزوال مثل الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة العارضة. قال ابن سينا : بالفصول ينقسم الشيء إلى أنواعه ، وبالأعراض ينقسم إلى اختلاف حالاته (النجاة ص ٣٢٣).
والحال في اصطلاح المتكلمين يطلق على ما هو وسط بين الموجود والمعدوم ، وهو صفة لا موجودة بذاتها ولا معدومة لكنها قائمة بذاتها ولا معدومة لكنها قائمة بموجود كالعالمية وهي النسبة بين العالم والمعلوم ، والحال في اصطلاح السالكين هو ما يرد على القلب من طرب أو حزن أو بسط أو قبض فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب. الأولى تأتي من عين الجود والثانية تحصل ببذل المجهود. (راجع النجاة ص ١٢٨ والرسالة القشيرية ج ١ ص ٢٣٦).