الأجناس العالية أو المقولات العشر
(قال : وزعموا أنها أجناس (١) عالية عاشرها الجوهر ، ويبتني على أن كلا منها جنس ، وما تحته أجناس ، وليس الموجود جنسا للجوهر والعرض ، ولا العرض للأعراض ، ولا النسبة للنسبيات ، وقيل أجناس الأعراض ثلاثة :
الكم ، والكيف والنسبة ، وزاد بعضهم الحركة.
والجمهور على أن الأينية من الأين ، وقيل من أن ينفعل (٢) كغير (٣) الأينية).
قال : وزعموا ذهب الجمهور من الحكماء الى أن الأجناس العالية للممكنات (٤) عشرة وهي : الأعراض التسعة ، والجوهر ، ويسمونها المقولات العشر. ومبنى ذلك على أن كلا منها جنس لما تحته لا عرض عام وما تحته من الاقسام الأولية أجناس لا أنواع ، وليس الموجود جنسا للجوهر والعرض ولا العرض جنسا (٥) للأعراض التسعة ، ولا النسبة لأقسامها السبعة ، وبينوا ما يحتاج إليه (٦) من ذلك الي البيان ، بأن المعنى من الجوهر ذات الشيء وحقيقته ، فيكون ذاتيا بخلاف العرض فإن معناه ما يعرض للموضوع ، وعروض الشيء للشيء إنما يكون بعد تحقق حقيقته ، فلا يكون ذاتيا لما تحته من الأفراد وإن جاز أن يكون ذاتيا لما فيها من الحصص ، كالماشي لحصصه العارضة للحيوانات ، وكذا النسبة
__________________
(١) الجنس : في اللغة الضرب من كل شيء ، وهو أعم من النوع يقال الحيوان جنس والإنسان نوع.
قال ابن سينا : الجنس هو المقول على كثيرين مختلفين بالأنواع أي بالصورة والحقائق الذاتية وهذا يخرج النوع والخاصة والفصل القريب. وللجنس عند القدماء ثلاثة مراتب وهي : ١ ـ الجنس العالي : هو الجنس الذي لا يوجد فوقه جنس آخر ويسمى جنس الأجناس كالموجود. ٢ ـ الجنس المتوسط : وهو الجنس الذي يكون فوقه وتحته جنس كالجسم أو الجسم النامي. ٣ ـ والجنس السافل : وهو الجنس الذي لا يكون تحته جنس كالحيوان.
(٢) في (ب) (ينقل بدلا من ينفعل).
(٣) في (ج) كون بدلا من (كغير).
(٤) في (ب) للممكنات وهو تحريف.
(٥) في (أ) بزيادة (جنسا).
(٦) سقط من (ب) لفظ (إليه).