أو الأصوات في لسان الملك لقوله تعالى :
(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (١) الآية أو لسان النبي صلىاللهعليهوسلم لقوله تعالى :
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ) (٢).
والمنزل على القلب هو المعنى دون اللفظ ثم اختلفوا. فقيل : هو اسم لهذا المؤلف المخصوص القائم بأول لسان اخترعه الله تعالى فيه حتى إن كل أحد بكسبه يكون مثله لا عينه ، والأصح (٣) أنها اسم له لا من حيث تعين المحل فيكون واحدا بالنوع ويكون ما يقرأه القارئ نفسه لا مثله ، وهكذا الحكم في كل شيء أو كتاب نسب إلى مؤلفه ، وعلى التقديرين ، فقد تجعل اسما للمجموع بحيث لا يصدق على البعض ، وقد يجعل اسما لمعنى كلي صادق على المجموع ، وعلى كل بعض من أبعاضه ، ولهذا المقام زيادة توضيح في شرح التنقيح.
وبالجملة : فما يقال إن المكتوب في كل مصحف والمقروء بكل لسان كلام الله تعالى. فباعتبار الوحدة النوعية. وما يقال إنه حكاية كلام الله (٤) ومماثل له ، إنما الكلام هو المخترع في لسان الملك. فباعتبار الوحدة الشخصية ، وما يقال ان كلام الله تعالى ليس قائما بلسان أو قلب ولا حالا في مصحف أو لوح ، فيراد به الكلام الحقيقي الذي هو الصفة الأزلية ، ومنعوا من القول بحلول كلامه في لسان أو قلب مصحف ، وإن كان المراد هو اللفظي (٥) رعاية للتأديب ، واحترازا عن ذهاب الوهم إلى الحقيقي الأزلي. قوله ـ.
(قال : وإجراء صفة الدال على المدلول شايع مثل : سمعت هذا المعنى وقرأته وكتبته واختصاص موسى عليهالسلام بالمكالمة من حيث أنه سمع بلا
__________________
(١) سورة التكوير آية رقم ١٩.
(٢) سورة الشعراء آية رقم ١٩٣.
(٣) سقط من (ب) قوله (والأصح).
(٤) سقط من (ب) جملة (كلام الله).
(٥) في (ب) النظر بدلا من (اللفظي).