وختم هذا المبحث بأن علم الله تعالى غير متناه بمعنى أنه لا ينقطع ولا يصير بحيث لا يتعلق بالمعلوم ، ومحيط بما هو غير متناه كالأعداد والأشكال.
المبحث الرابع في أنه تعالى مريد وهو اتفاق بين المتكلمين والحكماء وجميع الفرق على إطلاق القول بأنه مريد ، وشاع ذلك في كلام الله تعالى ، وكلام الأنبياء عليهمالسلام ودل عليه ما ثبت من كونه تعالى فاعلا بالاختيار.
وختم هذا المبحث بقوله : مذهب أهل الحق أن كل ما أراد الله تعالى فهو كائن وأن كل كائن فهو مراد له وإن لم يكن مرضيا ولا مأمورا به بل منهيا عنه وهذا ما اشتهر من السلف أنّ ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن وخالفت المعتزلة في الأصلين.
المبحث الخامس : في أنه تعالى سميع بصير حي وقال : قد علم بالضرورة من الدين ، وثبت في الكتاب والسنة بحيث لا يمكن إنكاره ولا تأويله أن الباري تعالى حي سميع بصير وانعقد إجماع أهل الأديان بل جميع العقلاء على ذلك.
وختم هذا المبحث بما قاله إمام الحرمين في هذا الشأن.
المبحث السادس : في أنه متكلم ـ وقد تواتر القول بذلك عن الأنبياء وقد ثبت صدقهم بدلالة المعجزات من غير توقف على إخبار الله تعالى عن صدقهم بطريق التكلم ليلزم الدور وقد يستدل على ذلك بدليل عقلي على قياس ما مر في السمع والبصر واستدل على قدم الكلام بوجهين.
أحدهما : أن المتكلم من قام به الكلام لا من أوجد الكلام ولو في محل آخر.
وأما الثاني : فلأن الكلام في المنتظم من الحروف المسموعة لا في الصورة المرسومة في الخيال أو المخزونة في الحافظة أو المنقوشة بأشكال الكتابة.
ثم تناول صفات القرآن الكريم فقال بأنه ذكر.
قال تعالى :
(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ..)