كون الواقعة واحدا ، لأنّ تلك الأخبار المتضمّنة لكون زيد في الكوفة في ذلك الوقت المعيّن بعضها مكذّب لبعضها الآخر بل نعلم بكذب ما عدا واحد منها ، ولم يبق محتمل الصدق إلّا واحدا منها ، لعدم إمكان كون زيد في زمان واحد في مكانين فكيف يحصل العلم بكون زيد في الكوفة في ذلك الوقت والحال هذه من تلك الأخبار المتيقّنة الكذب سوى واحد محتمل الصدق والكذب ، وهكذا نقول في مثال صاحب القوانين.
وأما المثال الذي ذكرنا تبعا للمناهج فجميع الأخبار فيه محتملة للصدق في نفسها ، فيتعاضد احتمال صدق بعضها بعضا حتى يحصل من مجموعها العلم على ما مرّ في وجه إفادة التواتر للعلم.
ومنها : أن يتواتر بدلالة التزامية مقصودة كالأخبار الناهية عن التوضّي من الماء القليل الذي لاقته العذرة أو غيرها من النجاسات أو عن شربه والآمرة بإراقته ، فإنّه ربما يحصل العلم بتلك الأخبار بنجاسة ذلك الماء بضميمة الإجماع.
ومنها : أن يتواتر بدلالة التزامية غير مقصودة أو لم يعلم كونها مقصودة ، وذلك مثل الأخبار الواردة في غزوات علي (عليهالسلام) ، فإنّها بحيث تدلّ بالالتزام على الشجاعة البالغة ، لأنّه أخبرنا بغزوة خيبر بالتفصيل الذي ذكره أهل السير والتواريخ فإنّه لا يمكن صدورها بهذا التفصيل إلّا عن شجاع بالغ ذروة الشجاعة ، وكذا غزوة بدر وأحد والأحزاب وغيرها فيحصل العلم من مجموعها بثبوت أصل الشجاعة.
ومنها : أن يتحقق التواتر بالنسبة إلى المدلول المطابقي في بعض تلك الأخبار والتضمّني في بعض آخر والالتزامي في بعض آخر بقسميه أو المركب