«جالوت» : ، ذلك الرجل الذي أخرجهم من ديارهم وأسّر أبناءَهم ، فخططوا لقتاله وخوض الحرب ضده ، ولتطبيق هذه الخطة ، لابدّ من قائد خبير وجدير ، ومدبّر من جميع الجوانب ، ومن أجل اختيار مثل هذا الرجل ، قصدوا نبي زمانهم «اشموئيل» وقالوا له : (ابْعَث لَنا مَلِكَاً نُّقَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللهِ) (البقرة / ٢٤٦)
فأوحى إليه الله تعالى بأن يختار طالوت ، ذلك الشاب المؤمن الواعي والشجاع ، وقال : (إِنَّ اللهَ قَد بَعَثَ لَكُم طَالُوتَ مَلكِاً). (البقرة / ٢٤٧)
٣ ـ ونقرأ في قصة النبي يوسف عليهالسلام كذلك : عندما تنّبأ بسنين عجاف من الناحية الاقتصادية لأهل مصر ، ووضع لهم برنامجاً حكيماً لتجاوز هذه السنين الصعبة ، اختار سلطان مصر النبي يوسف عليهالسلام لتنفيذ ذلك البرنامج والاشراف عليه ، وتمّ ذلك الاختيار باقتراح من النبي يوسف عليهالسلام ، إذ يقول القرآن الكريم بهذا الشأن : (قَالَ اجْعَلْنِى عَلَى خَزَآئِنِ الأرْضِ إِنّىِ حَفْيِظٌ عَلِيمٌ). (يوسف / ٥٥)
وتمكن النبي يوسف عليهالسلام بما يمتلكه من القدرة الجيدة والإدارة الرشيدة ، أن يعبر ببلاد مصر من تلك السنين العجاف ويحافظ عليها.
٤ ـ ممّا لا شك فيه أنّ الأرض شهدت قيام حكومة النبي سليمان عليهالسلام والتي تعدّ من أكبر الحكومات التي قامت على وجه البسيطة ، ولغرض دفع عجلة تطور المجتمع البشري إلى الأمام ، ونشر العدالة فيه ، لجأ النبي سليمان عليهالسلام إلى الاستفادة القصوى من جميع الوسائل والسبل الممكنة ، وبدرجة عالية من الحنكة الإدارية والضبط العالي ، وبعبارة أُخرى ، فقد سخّر الله تعالى له كل الامكانيات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف ، وتمكن هو أيضاً ومن خلال الاستفادة من هذه الوسائل ، أن يحقق اهدافاً هامّة وسامية.
ويشير القرآن الكريم في سورة النمل المباركة في شرح قصة حكومة داود وابنه سليمان عليهماالسلام ، إلى العلم الواسع والجم الذي يتمتعان به عليهماالسلام إذ يقول تعالى :
(وَلَقَدْ آتَيْنا دَاوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً ...) ثم يضيف قائلاً : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِيَنا مِنْ كُلِّ شَىءٍ). (النمل / ١٥ ـ ١٦)