وأوراقه ، والنّتيجة هي اضمحلال الإيمان والإسلام.
ثُمّ إنّه من هذا البيان يتضح جيداً أنّ المسلمين إنّما يكونون أُمّة متميزة وممتازة ما داموا يدعون إلى الخير والصلاح ويجاهدون المنكر والفساد ، فإذا ما نسوا ذلك لم يعودوا خير أمة ولم يترشح منهم النفع للمجتمع البشري!
نعم .. فالمسلمون إنّما يمكنهم أن يكونوا قادة الأمم في العالم وأن تستفيد البشريّة جمعاء من وجودهم ، فيما لو طبقوا هاتين الوظيفتين الكبيرتين.
وبتعبير آخر : كل واحدٍ من أفراد الأمة الإسلاميّة ، لابدّ أن يشعر بالمسؤولية ، وخلافاً لما نراه اليوم حيث توكل مسؤولية مكافحة الفساد إلى مجموعة معينة من المأمورين الحكوميين ويبقى سائر أفراد المجتمع في حلٍّ من تحمل هذه المسؤولية الاجتماعيّة المهمّة فيبقون متفرجين على الممارسات الاجتماعية السلبية بلاحراك.
فالآية تؤكد على أنّ هذه المسؤولية مسؤولية عامة لابدّ أن يتحملها الصغير والكبير ، الشّاب والشّيخ والرّجل والمرأة والعالم والجاهل.
واستعمال كلمة «المعروف» و «المنكر» في الآية لنكتة مهمة أُخرى ، إذ هي من جهة ، تبيّن أنّ الواجبات والمحرمات امورٌ يدركها ويعرفها عقل الإنسان وروحه جيداً ، فهو يعشق الواجبات ، في حين أنّ المنكرات أُمور بعيدة عن ذوقه فهو يجهلها وينفر منها.
ومن جهة أخرى ، فإنّ من البديهي إننا لو نسينا هاتين الوظيفتين واعتاد المحيط على المنكرات والبعد عن الخير والمعروف ، صار المنكر معروفاً والمعروف منكراً في نظر الناس ، وهذه أكبر خسارة يمكن أن يتحملها مجتمع من المجتمعات ، وهذا البلاء هو الذي عمَّ اليوم كثيراً من المجتمعات العالمية ، حيث تبدل المعروف عندهم منكراً والمنكر معروفاً!
* * *
والآية الثانية ناظرة إلى قسم آخر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تختص