مجموعة من هؤلاء بعنوان «الكوادر الثّابتة» في الجيش ، ليهتموا ليلاً ونهاراً بالأمور الدّفاعيّة والتّخطيط والبرمجة والإستعداد في كلّ لحظة لمواجهة الخطر الخارجي والدّاخلي ، ولكن مع كل ذلك ، فدور التّعبئة الجماهيرية العامّة محفوظ في محله ، بل لا يمكن أنْ تؤدّي المجاميع المذكورة دورها بشكل فاعل ومثمر بدون التّعبئة العامة والقوات الجماهيريّة ، كما شاهدنا دور هذه القوات الجماهيريّة في الحرب العدوانيّة التي فرضت على الجمهوريّة الإسلاميّة ولمدّة ثمان سنوات ، إذ لولا وجود قوات التعبئة الجماهيريّة ، لاحتلت القوات العراقيّة المعادية مساحات عظيمة من أراضي إيران ، وقد كانت هذه القوات العظيمة البطلة هي التي صدت قوات صدام المدعومة من القوى الإستكباريّة العظمى كلّ الدعم.
ولذا ، فإن تصور البعض أنّ دور التعبئة الجماهيريّة العامة خاص بذلك الزمن الذي لم تكن الفنون العسكريّة قد تعقدت وتطورت فيه كما هي عليه اليوم ـ كزمن النّبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله ، تصور خاطىء جدّاً.
واليوم أيضاً لا يمكن إنكار دور قوات التّعبئة الجماهيريّة في الدّفاع عن الدّول الإسلاميّة ، والشّاهد الأخر على هذا الموضوع مجاهدو فلسطين المحتلة ، فنحن نعلم جيداً أنّ الذي أقلق إسرائيل وسلب النوم من عينيها في الأراضي المحتلة هو القوات الجماهيريّة غير النظاميّة والتي تتشكل غالباً من الشبّان والصّبيان ذوي الأعمار الصّغيرة ، والذين لا يمتلكون السلاح إلّاالحجارة في مواجهة إسرائيل!
فلو لم نكن نعيش نماذج عينية لهذه القضيّة ، فسوف يصعب تصديق وجود أفراد يقاتلون بالحجارة ويؤرقون العدو في عصر الأسلحة المتطورة والقنابل الذّرية والصّواريخ العابرة للقارات!
ففي فلسطين المحتلة ، لا يوجد جيش نظامي يواجه إسرائيل ، وكلّ ما يوجد إنّما هو قوات تعبوية وقوات جماهيرية غير منظمة ، اكتسبت بمرور الزّمن تجربة جيدة وخبرات كثيرة حتى صارت عملياً وكأنّها جيش مدرب ، مع وجود مجاميع لا تزال تحارب بنفس