الشريد (١) ، عن أبي رافع ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الجار أحقّ بسقبه (٢)» (٣) وعن عمرو بن الشريد ، عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله ، أرض ليس لأحد فيها شرك إلا الجوار؟ قال : «الجار أحقّ بسقبه ما كان».
وعن رافع بن خديج (٤) قال : عرض علىّ سعد بيتا له ، فقال : خذه ؛ فإني قد أعطيت به أكثر ممّا تعطيني ؛ ولكنك أحق به ؛ لأني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «الجار أحقّ بسقبه».
وعن أبي الزبير ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قضى بالشفعة بالجوار.
وعنه ـ أيضا ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الجار أحقّ بسقبه جاره إذا كان طريقهما واحدا ينتظر بها وإن كان غائبا». وقول النبي صلىاللهعليهوسلم «ينتظر بها وإن كان غائبا» يدل على أنه لا ينتظر (٥) بها أكثر من ذلك ؛ وفي ذلك دليل على أن الشفيع إن أمسك عن طلب الشفعة ، وقد علم بالبيع ـ بطلت شفعته ، ومما يدل على ذلك ـ أيضا ـ أن الشفعة إنما جعلت للجار ـ والله أعلم ـ بما يخاف عليه من سوء جوار المشتري ، والضرر الذي عسى أن يلحقه منه ، فلو جعلنا الشفيع على شفعته أبدا لم يؤمن أن يبني المشتري في الدار ، وينفق فيها نفقة عظيمة ، ثم يجىء الشفيع فيطلب الشفعة ؛ فيقال للمشتري : سلم الدار وارفع بناءك ، وفي ذلك ضرر عليه بيّن.
__________________
(١) هو عمرو بن الشريد ـ بفتح الشين المعجمة ـ ابن سويد الثقفي ، تابعي ، عداده في أهل الطائف. سمع ابن عباس ، وأباه ، وأبا رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم. روى عنه صالح بن دينار ، وإبراهيم بن ميسرة ـ بفتح الميم وسكون الياء وفتح السين المهملة.
تنظر ترجمته في : التاريخ الكبير (٣ / ٢ / ٣٤٣) ، الثقات (٥ / ١٨٠) ، تهذيب التهذيب (٨ / ٤٣).
(٢) السقب : القرب ؛ يقال منزل سقب : قريب. المعجم الوسيط (١ / ٤٣٥) سقب.
(٣) أخرجه البخاري (٤ / ٤٣٧) في الشفعة : باب عرض الشفعة على صاحبها قبل البيع (٢٢٥٨) ، وأبو داود (٣ / ٢٨٦) في البيوع : باب في الشفعة (٣٥١٦ ، ٣٥١٨) ، والنسائي (٧ / ٣٢) في البيوع : باب ذكر الشفعة وأحكامها ، وابن ماجه (٢ / ٨٣٣) في كتاب الشفعة : باب الشفعة بالجوار (٢٤٩٥) (٢٤٩٦) ، وأحمد في المسند (٤ / ٣٨٩ ـ ٣٩٠) (٦ / ١٠ ـ ٣٩٠) ، والبيهقي (٦ / ١٠٥ ـ ١٠٦) ، والطبراني في الكبير (١ / ٣٠٨) ، (٧ / ٣٨٢). والدارقطني (٤ / ٢٢٣) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٤ / ١٢٣).
(٤) رافع بن خديج : هو أبو عبد الله ، ويقال : أبو خديج رافع بن خديج ـ بفتح الخاء وكسر الدال وبالجيم ـ ابن رافع بن عدي بن عمرو بن تزيد ـ بفتح التاء فوقها نقطتان ـ ابن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج الحارثي الأنصاري الأوسي ، من أهل المدينة.
لم يشهد بدرا لصغره ، وشهد أحدا والخندق وأكثر المشاهد ، وأصابه سهم يوم أحد.
تنظر ترجمته في : طبقات ابن خياط (٧٩ ـ ٨٠).
(٥) في ب : ينظر.