[النور : ٦١] ، فعلى ذلك يمكن أن يكون المراد من قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ) : السلام ، وجعل الله ـ عزوجل ـ السلام علما وشعارا فيما بين المسلمين ، وأمانا يؤمن بعضهم بعضا من شره ؛ ألا ترى أن أهل الريبة لا يسلّمون ولا يردون السلام ، وإن كانوا (١) لا يعرفون تفسيره ولا معناه؟! ولكن على الطبع جعل ذلك لهم.
والسلام : قيل : هو اسم من أسماء الله ـ تعالى (٢) ـ فهو يحتمل وجوها :
يحتمل : سلام (٣) مسلّم طاهر عن الأشباه والأشكال ، وسلام عدل منزه عن العيوب كلها ، والجور والظلم.
وقوله : «رحمت الله» ، أي : برحمته ينجو من نجا ، وسعد من سعد : «وبركاته» : به ينال كل خير ، وهو اسم كل خير ؛ ألا ترى أنه جعل التحليل من الصلاة بالسلام بقوله : «السلام عليكم ورحمة الله» ؛ على ما جعل تحريمها باسم الله ؛ فعلى ذلك جعل الافتتاح بما به جعل الختم.
ثم اختلف في قوله ـ عزوجل ـ : (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) :
فقيل : حيوا بأحسن منها للمسلمين ، أو ردوها على أهل الكتاب (٤).
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : نهينا أن نزيد على أهل الكتاب على : عليك ، وعليكم.
وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : السلام : [اسم](٥) من أسماء الله وصفاته في الأرض ، فأفشوه بينكم ؛ فإن الرجل إذا سلّم كتبت له عشر حسنات ، فإن [هم](٦) ردوها عليه كتب (٧) لهم مثله (٨).
__________________
(١) في ب : كان.
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط ؛ كما في مجمع الزوائد (٨ / ٢٩) وفيه بشر بن رافع وهو ضعيف ، عن ابن مسعود مرفوعا ، والبخاري في الأدب المفرد (٧٦٠ / ٩٨٩) باب «السلام اسم من أسماء الله عزوجل» عن أنس ، وذكره السيوطي (٢ / ٣٣٨) وزاد في نسبته لابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود مرفوعا وللبخاري في الأدب المفرد عن ابن مسعود موقوفا ، ولابن مردويه عن ابن عباس مرفوعا ، وللبيهقى عن ابن عمر موقوفا.
(٣) في ب : السلام.
(٤) أخرجه ابن جرير (٨ / ٥٨٧ ـ ٥٨٨) (١٠٠٤٠ ـ ١٠٠٤٢) عن قتادة ، وبمثله عن ابن عباس (١٠٠٣٩) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨) وعزاه لابن أبي حاتم عن ابن عباس.
(٥) سقط من ب.
(٦) سقط في أ.
(٧) في ب : كتبت.
(٨) تقدم.