وقيل : قوله ـ تعالى ـ : (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها) بالزيادة ، (أَوْ رُدُّوها) : بمثلها (١).
وروي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [أنه جاءه رجل](٢) فقال : السلام عليكم ، [يا رسول الله](٣) ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «عليكم ورحمة الله» ، ثم جاءه آخر فقال : السلام عليكم ، [يا رسول الله](٤) ورحمة الله ، فقال [النبي صلىاللهعليهوسلم](٥) : «عليكم ورحمة الله وبركاته» ، ثم جاءه آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال : «عليكم» ؛ فقيل له : إنك زدت في الأول والثاني؟ فقال : «إنّ الأوّل والثّاني قد أبقيا لى زيادة ، وهذا لم يبق لى زيادة» (٦).
وقيل : إنه روي أنه سلّم عليه رجل فقال : السلام عليكم ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «عشر» يعنى : عشر حسنات ، وسلم عليه آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ؛ فقال : عشرون» ، وقال آخر : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ فقال : «ثلاثون» (٧). ومنتهي السلام قوله : «وبركاته» ، لا يزاد عليه ؛ كقوله : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) [هود : ٧٣].
فإن قيل : يسلم في الصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، ولا يقول في التحليل من الصلاة : وبركاته؟ قيل : لوجهين :
أحدهما : تفصيلا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم.
والثاني : إبقاء لهم في الرد زيادة.
ويسلم الراكب على الماشي ، والماشي على القائم ، [والقائم على القاعد](٨) :
روي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يسلّم الرّاكب على الماشي ، والماشي على القائم ، والقائم على القاعد (٩) ، والصّغير على الكبير ، والقليل على الكثير» (١٠).
__________________
(١) ينظر : تفسير ابن جرير (٨ / ٥٨٦) ، البحر المحيط (٣ / ٣٢٢).
(٢) في ب : أن رجلا أتاه.
(٣) سقط من ب.
(٤) سقط من ب.
(٥) في ب : عليهالسلام.
(٦) أخرجه ابن جرير في تفسيره (٨ / ٥٨٩) (١٠٠٤٤) عن سلمان الفارسي ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٣٦) وزاد نسبته لأحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن سلمان الفارسي.
(٧) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٩٨٦) في باب فضل السلام ، عن أبي هريرة ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٣٦).
(٨) سقط من ب.
(٩) في ب : الجالس.
(١٠) أخرجه البخاري (١١ / ١٥) في الاستئذان : باب يسلم الراكب على الماشي (٦٢٣٢) ، ومسلم (٤ / ١٧٠٣) في السلام باب يسلم الراكب على الماشي (١ / ٢١٦٠) عن أبي هريرة.