وقوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ ...) [النساء : ٦٤] الآية ، وقوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ...) الآية.
وعن علقمة والأسود قالا : قال عبد الله : إن في كتاب الله لآيتين ، ما أصاب عبد ذنبا فقرأهما ، ثم استغفر الله إلا غفر له (١) : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ...) إلى آخر الآية [آل عمران : ١٣٥] ، وقوله : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ) ، وقوله ـ تعالى ـ أيضا ـ : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً) يحتمل كل واحد منهما أنه الآخر ؛ كرر على التأكيد فيما جرى له الذكر.
ويحتمل التفريق : أن يكون سوءا (٢) إلى الناس وخطيئة إليهم ، أو يظلم نفسه : بما يأثم بما بينه وبين الله.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ) ؛ لأن حاصله يرجع إليه ؛ فكأنه كسب على نفسه.
وقوله : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً).
يحتمل : أن يكون قوله : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً) واحدا : الخطيئة هي الإثم ، والإثم هو الخطيئة.
وقيل : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً) سرقته الدرع (٣)(أَوْ إِثْماً) : يقول بيمينه الكاذبة : أنه لم يسرقها ، وإنما سرقها فلان اليهودي.
وقوله ـ عزوجل ـ : (ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً)
قيل : لما طلب في داره رماها في دار اليهودي ، ثم حلف باطلا وزورا : أنه لم يسرقها.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً).
يقول : كذبا على آخر بما لم يفعل.
والبهتان : هو أن يبهت الرجل الرجل كذبا بما لم يفعل ، (وَإِثْماً مُبِيناً) : بيمينه الكاذبة ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ).
قال أكثر أهل التأويل : نزلت [هذه](٤) الآية في شأن طعمة الذي سرق درع جار له
__________________
(١) ذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٨٧) وعزاه لعبد بن حميد عن ابن مسعود.
(٢) في ب : سواء.
(٣) ذكره البغوي في تفسيره (١ / ٤٧٩) ، وأبو حيان في البحر (٣ / ٣٥٩).
(٤) سقط من ب.