وروي عن ابن عباس (١) ـ رضي الله عنه ـ أنه قال ـ أيضا ـ : دين الله.
وقيل : هو ما جاء من النهي عن الواشرة (٢) ، والنامصة (٣) ، والمتفلجة (٤) ، والواصلة (٥) ، والواشمة (٦).
ولا يحتمل أن يكون خطر بباله يومئذ أنه أراد بتغيير خلق الله ما قالوا من الإخصاء ، أو المثلة ، والواشرة ، والنامصة ؛ لأنه إنما قال ذلك يوم طلب من ربه النظرة إلى يوم البعث ، ولا يحتمل أن يكون له علم ألا يحل هذا أو النهي عن مثله ؛ إذ قد يجوز أن ترد الشريعة في مثله ؛ لذلك بعد [هذا](٧) ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ).
أي : يطيعه ويجيبه إلى ما دعاه ، ويعبده دون الله
(فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً).
في الدنيا والآخرة : أما في الدنيا فذهاب المنافع عنهم التي جعلوها للأصنام والأوثان ، وفي الآخرة العقوبة.
وقوله ـ عزوجل ـ : (يَعِدُهُمْ)
إما فقرا وإما سعة
__________________
ـ ١٠٤٧٠) وعن عكرمة ، (١٠٤٧١ ـ ١٠٤٧٤) وعن مجاهد ، (١٠٤٧٥ ـ ١٠٤٧٦) وعن قتادة ، (١٠٤٧٧) وعن القاسم بن أبي بزة ، (١٠٤٧٨) وعن السدي ، (١٠٤٧٩) وعن الضحاك ، (١٠٤٨٠) وعن أبي زيد ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٩٦) وزاد نسبته لسعيد بن منصور وعبد ابن حميد وابن المنذر والبيهقي عن إبراهيم ، ولعبد الرزاق وآدم وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد.
(١) أخرجه ابن جرير (٩ / ٢١٨) (١٠٤٦٣) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٩٦) وزاد نسبته لابن أبي حاتم وابن المنذر.
(٢) الواشرة : المرأة التي تحدد أسنانها وترقق أطرافها ، تفعله المرأة الكبيرة ؛ تتشبه بالشواب. ينظر : النهاية (٥ / ١٨٨).
(٣) النامصة : هي التي تنتف الشعر من وجهها. النهاية (٥ / ١١٩).
(٤) الفلج : فرجة ما بين الثنايا والرّباعيات ، والمتفلجة : هي من تفعل ذلك بأسنانها ؛ رغبة في التحسين ، ينظر : النهاية (٣ / ٤٦٨).
(٥) الواصلة : هي التي تصل شعر المرأة بشعر غيرها ؛ تزيد بذلك طول الشعر ؛ لتوهم أن ذلك من شعرها. المغني عن الإنباء (١ / ٤٩٥).
(٦) أخرجه بنحوه ابن جرير (٩ / ٢٢١) (١٠٤٨٧ ـ ١٠٤٨٩) عن ابن مسعود ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٩٦) وعزاه لابن جرير عن ابن مسعود.
والواشمة : من الوشم في اليد ، وكانت المرأة تغرز معصم يدها بإبرة أو مسلة حتى تدميه ، ثم تحشوه بالكحل ؛ فيخضر ، تفعل ذلك بدارات ونقوش.
ينظر : غريب الحديث لأبي عبيد (١٦٧٨) ، المغني عن الإنباء (١ / ٤٩٦).
(٧) سقط من ب.