وفي حرف حفصة ـ رضي الله عنها ـ : «يراءون الناس والله يعلم ما في قلوبهم ولا يذكرون الله إلا قليلا».
عن الحسن في قوله ـ تعالى ـ : (وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً) ـ فقال : أما والله لو كان [ذلك](١) القليل منهم لله لقبله ، ولكن ذلك القليل رياء (٢).
وقيل : لو كان ذلك القليل لله يريدون به وجهه ، فقبله ـ لكان كثيرا ، ولكن لا يقبله ؛ فهو لا شيء. وقد يتكلم بالقليل واليسير على إرادة النفي من الأصل ، والله أعلم.
وروي عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أحسن الصّلاة حيث يراه النّاس ، وأساءها حيث يخلوا ـ فتلك استهانة يستهين بها ربّه» (٣).
وروي في علامة المنافق أخبار :
روى أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ [قال](٤) : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ للمنافق علامات ، يعرفون بها : تحيّتهم لعنة ، وطعامهم نهبة ، وغنيمتهم غلول ، لا يقربون المساجد إلّا هجرا ، ولا يأتون الصّلاة إلّا دبرا» (٥).
وعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا اؤتمن خان» (٦) ، وروي : ثلاث.
وروي عن عبد الله قال : اعتبروا المنافق بثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر. ثم قرأ الآيات : (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ ...) الآية [التوبة : ٧٥].
وعن وهب قال : من خصال المنافق : أن يحب الحمد ، ويكره الذم.
__________________
(١) سقط من ب.
(٢) أخرجه ابن جرير (٩ / ٣٣٢) (١٠٧٢٦) ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٤١٧) ، وزاد نسبته لابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في الشعب.
(٣) أخرجه أبو يعلى في مسنده (٩ / ٥٤) ، والبيهقي في الصلاة (٢ / ٢٩٠) باب الترغيب في تحسين الصلاة ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠ / ٢٢٣) باب ما جاء في الرياء وقال : رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري ؛ وهو ضعيف.
(٤) سقط من ب.
(٥) أخرجه أحمد في المسند (٢ / ٢٩٣) عن أبي هريرة ، وذكره الهندي في كنز العمال (٨٦٢) وعزاه لأحمد وابن نصر وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة.
(٦) أخرجه البخاري (١ / ١١١) كتاب الإيمان : باب علامة المنافق (٣٤) وفي (٥ / ١٢٨) كتاب المظالم : باب إذا خاصم فجر (٣٤٥٩) ، وفي (٦ / ٣٢٢) كتاب الجزية : باب إثم من عاهد ثم غدر (٣١٧٨) ، ومسلم (١ / ٧٨) كتاب الإيمان (١٠٦ / ٥٨).