وفي بعض [النسخ و](١) الأخبار : الذئب (٢) ؛ فيحتمل أن يكون الكلب العقور : الذئب.
وروي عن أبي سعيد الخدري أن [رسول الله](٣) صلىاللهعليهوسلم سئل عما يقتل المحرم؟ فقال : «الحيّة والعقرب ، والفويسقة.
«[ويرمي الغراب ولا يقتله ،](٤) والكلب العقور والسّبع العادى» (٥).
والكلب العقور الذي أمر المحرم بقتله : ما قتل الناس وعدا عليهم ، مثل : الأسد ، والنمر ، والذئب ، وما كان من السباع لا يعدو ، مثل : الضبع ، والثعلب ، والهرة ، وما أشبههن من السباع فلا يقتلهن المحرم ، فإن هو قتل شيئا منهن فداه ، وإن قتل شيئا من الطير سوى ما ذكر في الخبر فعليه جزاؤه.
وفي بعض الأخبار عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يقتل المحرم الفأرة ؛ فإنّها توهن
__________________
(١) سقط من ب.
(٢) أخرجه عبد الرازق في المصنف (٤ / ٤٤٤) ، رقم (٨٣٨٤) ، والبيهقي (٥ / ٢١٠) ، وأبو داود في المراسيل ص (١٤٦) ، رقم (١٣٧) من طريق عبد الرحمن بن حرملة أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خمس يقتلهن المحرم : العقرب ، والحية ، والغراب ، والكلب ، والذئب». ووصله الدارقطني (٢ / ٢٣٢) من حديث ابن عمر بإسناد آخر ضعيف ، قاله الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير (٢ / ٥٢٤).
(٣) في ب : النبي.
(٤) في الأصول : ويروى : الغراب والفيلة.
(٥) أخرجه أحمد (٣ / ٣) وأبو داود (٢ / ٤٢٥) كتاب المناسك : باب ما يقتل المحرم من الدواب حديث (١٨٤٨) ، والترمذي (٣ / ٤٨٨ ـ تحفة) كتاب الحج : باب ما جاء ما يقتل المحرم من الدواب (٨٤٠) ، وابن ماجه (٢ / ١٠٣٢) كتاب المناسك : باب ما يقتل المحرم (٣٠٨٩) ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٢ / ١٦٦ ـ ١٦٧) ، والبيهقي (٥ / ٢١٠) ، وأبو يعلى (٢ / ٣٩٦) رقم (١١٧٠) من طريق يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يقتل المحرم : الحية والعقرب والسبع العادى والكلب العقور والفأرة والفويسقة».
ولفظ الترمذي : «يقتل المحرم السبع العادى والكلب العقور والفأرة والحدأة والغراب».
وعند أبي داود : «الحية والعقرب والفويسقة ويرمي الغراب ولا يقتله والكلب العقور».
وزاد أحمد وابن ماجه وأبو يعلى : «قلت : ما الفويسقة؟ قال : الفأرة ؛ قلت : وما شأن الفأرة؟ قال : إن النبي صلىاللهعليهوسلم استيقظ وقد أخذت الفتيلة وصعدت بها إلى السقف ؛ لتحرق عليه».
قلت : ومن أجل هذه الزيادة فقد أورد الحافظان البوصيري والهيثمي هذا الحديث : الأول في «زوائد ابن ماجه» ، والثاني في «مجمع الزوائد».
قال البوصيري في «الزوائد» (٣ / ٤٠) : هذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن أبي زياد ضعيف ، وإن أخرج له مسلم ؛ فإنما أخرج له مقرونا بغيره ، ومع ضعفه اختلط بأخرة وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٨ / ١١٥) : رواه أبو يعلى ، وفيه يزيد بن أبي زياد : وهو لين الحديث ، وبقية رجاله رجال الصحيح.