الإسلام ، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار ، قال : فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة».
ثم إن قوله صلىاللهعليهوسلم عن معاوية : «لا أشبع الله بطنه» لا يعدّ ثلبا بل هي منقبة لمن تأملها. ووجه الاستدلال على هذه المنقبة الحديث الذي رواه مسلم وغيره أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لأم سليم : «أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت : اللهم إنما أنا بشر فأيّ المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا.» هذه ما فهمه أئمة السلف كمسلم وغيره.
حتى قال الحافظ الذهبي (١) : «ولعل هذه منقبة لمعاوية».
وذكر المزي (٢) عن الحافظ ابن عساكر أنه روى قول النسائي في معاوية ، ثم قال : وهذه الحكاية لا تدل على سوء اعتقاد أبي عبد الرحمن في معاوية بن أبي سفيان ، وإنما تدل على الكف عن ذكره بكل حال.» ا ه بتصرف يسير.
فهذا قول أهل العلم في هذا الأمر ، وهذا قول الإمام النسائي في معاوية والصحابة. وأزيد فأقول : «إن الإمام النسائي لما صنف كتاب
__________________
(١) السير (١٤ / ١٣٠) وتذكرة الحفاظ (٢ / ٦٩٩).
(٢) التهذيب (١ / ٣٣٩).