أنهم رجعوا بعد الممات قبل الدفن وبعد الدفن وتكلموا وتحدثوا ثم ماتوا فمن الروايات عنهم فيمن عاش بعد الدفن ما ذكره الحاكم النيسابوري في تاريخه في المجلد الثاني منه في حديث حسام بن عبد الرحمن النيشابوري عن أبيه عن جده وكان قاضي نيشابور ودخل عليه رجل فقيل له إن عند هذا حديثا عجيبا فقال يا هذا ما هو فقال اعلم أني كنت رجلا نباشا أنبش القبور فماتت امرأة فذهبت لأعرف قبرها فصليت عليها فلما جن الليل قال ذهبت لأنبش عنها وضربت يدي إلى كفنها لأسلبها فقالت سبحان الله رجل من أهل الجنة تسلب امرأة من أهل الجنة ثم قالت ألم تعلم أنك ممن صليت علي وأن الله عزوجل قد غفر لمن صلى علي.
أقول أنا فإذا كان هذا قد رووه ودونوه عن نباش القبور فهلا كان لعلماء أهل البيت أسوة به ولأي حال تقابل روايتهم (ع) بالنفور وهذه المرأة المذكورة دون الذين يرجعون لمهمات الأمور ولو ذكرت كل ما وقفت عليه من رواياتهم خرج كتابنا عن الغرض الذي قصدنا إليه والرجعة التي تعتقدها علماؤنا أهل البيت وشيعتهم تكون من جملة آيات النبي (ص) معجزاته ولأي حال يكون منزلته عند الجمهور دون موسى وعيسى ودانيال وقد أحيا الله جل جلاله على أيديهم أمواتا كثيرة بغير خلاف عند العلماء بهذه الأمور.
فصل فيما نذكره من الوجهة الأولى من القائمة الرابعة من الكراس العاشر من أصل المجلد الأول من الجزء الثاني من التبيان قوله تعالى ـ (فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ). ذكر الطوسي أن الذين صبروا مع طالوت على القنوع بغرفة واحدة ثلاثمائة وبضعة عشر عدة أهل بدر وسنذكره من غير التبيان جملة من قصة طالوت فيقال إن الله تعالى أوحى إلى (أشموئيل) من بني إسرائيل أن يأمر (طالوت) بالمسير إلى (جالوت) من بيت المقدس بالجنود لم يتخلف