مقتصر مطلقا على عصر الصّحابة ، على ما قد يفهم من هذه النّصوص القرآنية ، ولكنه ممتد بلا نهاية إلى جميع الأجيال المسلمة (١).
وحسبنا هنا أن نذكر نصا منها ، معترفا بصحته ، وهو غاية في الصّراحة في هذا
__________________
(١) لا ندري كيف يشمل كلّ العصور ، والأزمان ، وكلّ الأمّة ، وكلّ أولي الأمر حتّى الطّلقاء.
ولكن نورد الحديث الّذي رواه جابر بن يزيد الجعفيّ ، وهو الّذي يبين ما المراد ب أولي الأمر؟ قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاريّ يقول : «لما أنزل الله عزوجل على نبيه محمّد صلىاللهعليهوآله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ..) النّساء : ٥٩.
قلت : يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولو الأمر الّذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال : هم خلفائي يا جابر ، وأئمّة المسلمين من بعدي ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب ، ثمّ الحسن والحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التّوراة ب «الباقر» ، وستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرئه مني السّلام ، ثمّ الصّادق جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ عليّ بن موسى ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ عليّ بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ سميي وكنيتي ، حجّة الله في أرضه وبقيته في عباده ، ابن الحسن بن عليّ ، ذلك الّذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك يغيب عن شيعته ، وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلّا من إمتحن الله قلبه للإيمان».
انظر ، كمال الدّين : ٣٥٣ ح ٣ ، المناقب لابن شهرآشوب : ١ / ٢٨٢ ، تأويل الآيات الطّاهرة : ١٤١ ، كفاية الأثر : ٥٣ ، قريب من هذا في ينابيع المودة : ٣ / ٢٨٣ ح ٢ ، وفرائد السّمطين : ٢ / ١٣٣ ، ١٣٤ ح ٤٣٠ ، الكافيّ : ١ / ٤٦٦ ح ١٠.
ونحن نسأل هؤلاء أيضا أيصدق على معاوية وابنه يزيد ومن سبقهما على أن نسميهم ب «أولي الأمر» ، وهو المصطلح الشّرعي الّذي يراد به الإمام بعد النّبيّ صلىاللهعليهوآله ، وحتّى في لغة العرب إنّما أريد من الأمر هو أمر الإمامة والحكم على المسلمين.
وهل تقبل مدرسة الخلافة أن يكون معاوية ممن تشملهم الآية ؛ لأنّها ترى أولى الأمر من بايعه المسلمون بالحكم ويرون وجوب طاعة كلّ من بايعوه؟ وهل تقبل هذه المدرسة أن يكون خليفتها يزيد بن معاوية الّذي قتل سبط رسول الله صلىاللهعليهوآله وريحانته في كربلاء ، وأباح المدينة ثلاثة أيام ، ورمى الكعبة بالمنجنيق و... و...؟ وهل يقبلون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ترك أمّته هملا ، ولم يعين المرجع من بعده حتّى يصل الأمر إلى الطلقاء وأبناء الطّلقاء ، أن يعينوا المرجع من بعدهم؟