__________________
ـ رمي الكعبة بالمنجنيق؟ أم إجماع ابناء الطّلقاء؟ لا أدي ، حقا لا أدري؟ وكل هذه الإجماعات ، يكذبها قول جماعة من كبار العلماء ، ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر رأي العلماء في الصّحابة : قال ابن الحاجب : «الأكثر على عدالة الصّحابة ، وقيل : كغيرهم ، وقيل : إلى حين الفتن فلا يقبل الدّاخلون ؛ لأنّ الفاسق غير معين ، وقالت المعتزلة : عدول إلّا من قاتل عليّا ...» المختصر : ٢ / ٦٧.
وانظر ، النّصائح الكافية لمن يتولى معاوية : ١٦٠ ، شرح المقاصد : ٥ / ٣١٠ ، الإصابة : ١ / ١٩ ، إرشاد الفحول : ٢١٦ ، طبعة القاهرة. ومن المتأخرين أبو ريّة في شيخ المضيرة : ١٠١. ، والشّيخ محمّد عبدة في أضواء على السّنة المحمدية : ٣٥٥. ، والسّيد محمّد بن عقيل العلويّ في النّصائح الكافية : ٦٣ ، والسّيد محمّد رشيد رضا في المنار : ٤ / ٣١٠ ، والشّيخ مصطفى الرّافعي في إعجاز القرآن : ٢ / ٢٢٦. ، وآخرون. صرح هؤلاء جميعا : «بأنّ الصّحابة غير معصومين وفيهم العدول ، وغير العدول».
٢. كيف يجب تعظيم الصّحابة كلّهم والكف عن القدح بهم ، ومنهم المنافق ، والفاسق ، والباغي ، والزّاني كما في قصة المغيرة بن شعبة وخلاصتها أنّه ـ المغيرة ـ زنا بأمّ جميل بنت عمرو ، وهي امرأة من قيس ، وشهد عليه بذلك : أبو بكرة ، ونافع بن الحارث ، وشبل بن معبد. ولما جاء الرّابع وهو زياد بن سمية أو زياد بن أبيه ليشهد أفهمه عمر بن الخطاب رغبته في أن يدلي بشهادته بحيث لا تكون صريحة في الموضوع حتّى لا يلحق المغيرة خزي بإقامة الحد عليه ، ثمّ سأله عما رآه قائلا : أرايته يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة؟ فقال : لا. فقال عمر : الله أكبر ، قم يا مغيرة إليهم فاضربهم ... فقام يقيم الحد على الشّهود الثّلاثة. انظر ، وفيات الأعيان : ٦ / ٣٦٨ ، ابن كثير : ٧ / ٨١ ، الطّبريّ : ٤ / ٢٠٧ (بتصرف).
وفيهم شارب الخمر ، وقاتل النّفس المحترمة ... وقد ذمهم القرآن الكريم في مواطن كثيرة أشرنا إليها سابقا. ومنها سورة براءة ... ومنها : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ) التّوبة : ١٠١. وفيهم من أخبر الله عنهم بالإفك كما في سورة النّور : ١١ ـ ١٧. ومنهم : من حاول اغتيال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عند رجوعه من غزوة تبوك كما في مسند أحمد : ٥ / ٣٩٠ ـ ٤٥٣ ، صحيح مسلم : ٨ / ١٣٢ ، مجمع الزّوائد : ١ / ١١٠ و : ٦ / ١٩٥ ، مغازي الواقديّ : ٣ / ١٠٤٢ ، إمتاع الأسماع : ٤٧٧ ، الدّر المنثور : ٣ / ٢٥٨ ، والآية : (وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ،) التّوبة : ٧٤. ـ