ذاتها ، يمكن أن يكتسب بوساطة عمل إرادي ، هو التّأمل في رحمة الله الّتي لا تنتهي ، وتذكّر فضله الّذي لا يفتأ يفيضه علينا ؛ ذلك أنّ النّاس جبلوا على حبّ من يسدي إليهم معروفا ، وبهذا المعنى غير المباشر أصبح حبّ الله أمرا في قوله صلىاللهعليهوسلم : «أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمة» (١). وكذلك يمكن أن يكون حبّ الأقربين أمرا محتوما بفضل طرق شبيهة بتلك نسبيا ، أو بفضل تصرفات عملية أخرى أكثر تقبلا ، وهي ما نجد له مثالا طيبا في قول النّبي صلىاللهعليهوسلم : «تصافحوا يذهب الغل ، وتهادوا تحابوا ، وتذهب الشّحناء» (٢). وفي مقابل ذلك يبدو لنا الأمر : «لا تغضب» (٣) ، مشيرا إلى آثار هذه العاطفة ، أكثر من أن يكون مشيرا إلى أسبابها ،
__________________
(١) انظر ، سنن التّرمذي : ٥ / ٣٢٩ ح ٣٨٧٨ ، وفي شعب الإيمان : ٢ / ١٣٠ ح ١٣٧٨ ، وذكره السّيوطي في الجامع الصّغير : ١ / ٣٩ ح ٢٢٤ ، سير أعلام النّبلاء : ٩ / ٥٨٢ ، كنز العمال : ١٢ / ٩٥ ح ٣٤١٥٠ ، الدّر المنثور : ٦ / ٧ ، ميزان الإعتدال : ٢ / ٤٣٢ ، المستدرك على الصّحيحين : ٣ / ١٥٠ ، أمالي الطّوسي : ٢٧٨ ح ٥٣١ ، أمالي الصّدوق : ٤٤٦ ، الأربعين البلدانية لابن عساكر : ٧٦ ، بشارة المصطفى : ١٠٦ ، تهذيب الكمال : ١٥ / ٦٤ ، فضائل الصّحابة لأحمد : ٢ / ٩٨٦ ح ١٩٥٢ ، حلية الأولياء : ٣ / ٢١١ ، الطّرائف لابن طاووس : ١٥٩ ، بحار الأنوار : ١٧ / ١٤ ح ٢٨.
(٢) انظر ، الموطأ للإمام مالك : ٢ / ٩٠٨ ح ١٦١٧ ، وزاد المؤلف «الغلّ عنكم» ، يعني الحقد كما جاء في لسان العرب : ١١ / ٦٢٦ ، وقد يكون معنى : «تصافحوا» من الصّفح ، أو من المصافحة. «المعرب».
لابن البراج : ٢ / ٩٨ ، تفسير القرطبي : ٩ / ٢٦٦ و : ١٥ / ٣٦١ ، الفردوس بمأثور الخطاب : ٢ / ٤٧ ح ٢٢٧٣ ، الّتمهيد لابن عبد البر : ٢١ / ١٢ ، فيض القدير : ٣ / ٢٧١ ، كشف الخفاء : ١ / ٣٦٤ ح ٩٨٥ وص : ٣٨٢ ح ١٠٢٣ ، سنن البيهقي الكبرى : ٦ / ١٦٩ ح ١١٧٢٦ ، مسند أبي يعلى : ١١ / ٩ ح ٦١٤٨ ، مسند الشهاب : ١ / ٣٨١ ح ٦٥٧ ، جامع العلوم والحكم : ١ / ٣٣٢ ، الأدب المفرد : ١ / ٢٠٨ ح ٥٩٤ ، مكارم الأخلاق : ١ / ١١٠ ح ٣٦١ ، شرح الزّرقاني : ٤ / ٣٣٤ ، تحفة الأحوذي : ٣ / ٢٥٨ ، تنوير الحوالك : ١ / ٢١٤ ح ١٦١٧ ، شرح سنن ابن ماجه : ١ / ١٤٠ ح ١٩٥٥.
(٣) انظر ، صحيح البخاري : ٥ / ٢٢٦٧ ح ٥٧٦٥ ، فقه الرّضا لابن بابويه : ٣٥٤ ، صحيح ابن حبان : ـ