هذه الكلمة ؛ لأنّه لكي يضع فكرة الواجب فوق كلّ ؛ بدأ بأن استبعد من مجالها علاقات الإنسان بالكائن الأعلى [L\'etre Superieur] ؛ وبالكائنات الدّنيا [Les etres infe rieurs] قاصرا إياها على الفرد والمجتمع الإنساني ؛ ثمّ إنّه ميز في هذا المجال المقيد طائفتين من الواجبات يطلق على بعضها ؛ كاملة أو جوهرية ، وعلى الأخرى ؛ ناقصة ، أو عارضة (١).
وأخيرا نجد أنّ الواجبات الّتي أدخلها في هذه الطّائفة الأخيرة هي على وجه التّحديد ما كان موضوعها تحقيق الكمال للفرد نفسه ، وسعادة الغير.
أمّا الواجبات الّتي يصفها بأنّها صارمة [Stricts] فلم تكن في جوهرها سوى واجبات منصبة على التّحريم ، لا تحط من كرامة الإنسان ، ولا تستخدمه مجرد وسيلة.
والكمال الوحيد الّذي أعلن أنّه ملزم على وجه الأخلاق ، وهو في الوقت نفسه مستحيل في هذه الحياة هو : النّيّة الأخلاقية الّتي تنطوي على تأدية الواجب ، بدافع الواجب وحده.
بيد أننا يمكن أن نسأل أولئك الذين يمدون «الواجب» إلى جميع مجالات الخير ، ويريدون في الوقت نفسه أن يعينوا لكلّ مجال أعلى درجات الكمال الممكن على أنّها إلزامية وملحة ـ نسألهم عما إذا كانوا يرون أنّ هذه الكمالات جميعا «واجب» على كلّ شخص ، أو أنّهم يتركون لكلّ أن يختار مجال كماله؟
ومن الواضح أنّ الأفتراض الأوّل يقتضي شيئا هو فوق القدرة الإنسانية ، أمّا الثّاني فإنّه يستحوذ على الإنسان ببعض القيم ، ويفرغه لها تماما على حساب
__________________
(١) انظر ، ١ ـ Kant : Grit.de la R.prat.p.٨٦١ ـ ٩.