وسنة رسوله : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) (١). أللهمّ إلّا إذا كان الأمر مخالفة واضحة للقاعدة ، فإنّه لا يستحق منا إلّا الرّفض الصّريح المجرد. يقول رسول الله صلىاللهعليهوآله فيما رواه عبد الله بن مسعود رضى الله عنه : «السّمع ، والطّاعة على المرء المسلم فيما أحبّ ، وكره ، ما لم يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ، ولا طاعة» (٢).
ومن الواجب علينا أخيرا الوفاء بالعقود ، والإلتزامات تجاة إخواننا ، والله يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (٣) ، ويقول الرّسول : «المسلمون عند شروطهم» (٤) ، بيد أنّه : «ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل» (٥) ،
__________________
(١) النّساء : ٥٩.
(٢) انظر ، صحيح البخاري : ٤ / ١٥٧٧ ح ٤٠٨٥ ، وصحيح مسلم : ٣ / ١٤٦٩ ح ١٨٣٩ ، السّنن الكبرى : ٤ / ٤٣٤ ح ٧٨٢٩ ، سنن النّسائي : ٧ / ١٦٠ ح ٤٢٠٦ ، فتح الباري : ١٣ / ١٢٣ ح ٦٧٢٥ ، «وروى البخاري عن علي رضي الله عنه ، قال بعث النّبي صلىاللهعليهوآله سرية ، وأمر عليهم رجلا من الأنصار ، وأمرهم أن يطيعوه فغضب عليهم ، وقال : أليس قد أمر النّبي صلىاللهعليهوآله أن تطيعوني؟ قالوا : بلى ، قال : عزمت عليكم لما جمعتم حطبا ، وأوقدتم نارا ، ثمّ دخلتم فيها ، فجمعوا حطبا فأوقدوا ، فلما هموا بالدخول فقام ينظر بعضهم إلى بعض. قال بعضهم : إنّما تبعنا النّبي صلىاللهعليهوآله فرارا من النّار ، أفندخلها ، فبينما هم كذلك ، إذ خمدت النّار ، وسكن غضبه ، فذكروا ذلك للنّبي صلىاللهعليهوآله ، فقال : «لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا ، إنّما الطّاعة في المعروف». «المعرب». انظر ، صحيح البخاري : ٦ / ٢٦١٢ ح ٦٧٢٦ وص : ٢٦٤٩ ح ٦٨٣٠ ، سنن البيهقي الكبرى : ٨ / ١٥٦ ، سنن أبي داود : ٣ / ٤٠ ح ٢٦٢٥ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ٦ / ٥٤٣ ح ٣٣٧٠٦ ، مسند أحمد : ١ / ١٢٤ ح ١٠١٨ ، مسند أبي يعلى : ١ / ٣٠٩ ح ٣٧٨ ، فيض القدير : ١ / ٥١٣.
(٣) المائدة : ١.
(٤) انظر ، صحيح البخاري : ٢ / ٧٩٤ ح ٢١٥٣ وص : ٩٨١ ح ٢٥٨٣ و : ٣ / ٥٢ ، مستدرك الحاكم : ٢ / ٥٧ ح ٢٣٠٩ ، سنن التّرمذي : ٣ / ٦٣٤ ح ١٣٥٢ ، الخلاف : ٢ / ١١٥ ، مجمع الزّوائد : ٤ / ٢٠٥ ، السّنن ـ