من المشاعر الدّينية ، وهي بحكم طبيعتها قلما يكون لها تأثير أبعد منها ذاتها. ففي المرحلة الأولى يوقظ التّوجيه الإلهي شعورنا بالحبّ ، ذلك المحرك الممتاز ، كيما يدفعنا قدما في طريق تحقيق القيم الإيجابية ، وفي المرحلة الثّالثة يمس شعورنا بالحياء ، وهو لجام طيب ، حتّى يحفظنا من السّقوط ، ويوقفنا أمام الخطر ، أمّا في المرحلة الثّانية فإننا نأخذ حذرنا بفضل تعادل القوتين ، فتستمر خطانا على صراط مستقيم.
رابعا : وأخيرا الموقف المتمرد المجاهر ، لغير المؤمنين ، وهو ـ على نقيض الحالة الأولى ـ لا يقتصر فيه الأمر على بعض قرارات خاصة منافية للشرع ، وإنّما هو موقف ضد الشّرع صراحة ، وتسبق الأقوال المعتادة ـ هذه المرة ـ بعض النّصوص عن الجرائم المقترفة ، بحيث يستحيل أن يخطىء المرء ما تتسم به من طابع الوعيد : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ) (١).
فما الشّعور الّذي تراد إثارته لدى الكافرين بهذه الوسيلة ، وعلى وجه التّحديد ..؟ ..
أهو الخوف من العقاب ...؟ ..
ولكن أي تأثير لإنذار كهذه في ضمير مغلق كضمير هؤلاء الجاحدين؟ .. إنّ
__________________
(١) فاطر : ٨ ، البقرة : ٧٤ و ٧٧ و ١٤٠ و ١٤٤ ، آل عمران : ٦٣ و ٩٨ و ٩٩ و ١٦٧ ، النّساء : ٦٣ و ١٠٨ ، المائدة : ٦١ و ٧١ ، الأنفال : ٤٧ ، التّوبة : ٧٨ ، يونس : ٣٦ ، هود : ٥ ، الإسراء : ٤٧ ، الأنبياء : ٤ ، المؤمنون : ٩٦ ، النّور : ٥٣ ، الفرقان : ٥٨ ، النّمل : ٩٣ ، العنكبوت : ١٠ ، ويس : ٧٦ ، الشّورى : ٦ ، الأحقاف : ٨ ، الحجرات : ١٨ ، البلد : ٧. (ـ ١٣ آ و ١٦ ب).