الفاشية ، أو النّازية ، أو الشّيوعية ، هو في الحقيقة خراب أخلاقي ابتليت به الإنسانية ، وإن تقمص أردية شتى.
والنّزعة الاستعمارية المتأصلة في سلوك أمّم أوروبا على اختلاف مشاربها هي أيضا من أبرز ظواهر الخراب الأخلاقي ، بما يصحبها من إستغلال ، وعنصرية ، وتآمر على مصائر الشّعوب ، ونهب لثرواتها ، وفتك بالأبرياء من أبنائها.
وسط هذه الخرائب ، وتحت هدير المدافع ، والقنابل وضعت هذه الرّسالة ، أشبه بصرخة في وادي الدّماء ، والدّموع ، والفساد ، والضّياع ، عسى أن ترتد الإنسانية الأوروبية إلى رشدها ، وتفيد عبرة من تجربتها الأليمة ، وتختار طريقا أخرى من أجل السّلام ، والخلاص.
ولا ريب أنّ الإسلام هو الحل الأمثل لكلّ ما تعاني منه الإنسانية ، أوروبية وغير أوروبية ، من أدواء ، ولكن من ذا الّذي يفتح الأعين على نور الحقيقة؟
لقد خرجت أوروبا من الحرب الثّانية بدمار أكبر ، وتحلل أعمق ، فأخذت تبحث لاهثة عن حلول لمشكلاتها الأخلاقية ، خارج إطار الدّين ، تارة في أفكار الشّيوعية المنتصرة ، وأخرى في ثنايا الوجودية ، كفكرة عن الكون ، والإنسان ، إلى كثير من الملل والنّحل المستحدثة ، ولمّا لم يجد النّاس حلا واحدا ناجعا فيما عرض عليهم من محاولات الفكر ، في الوقت الّذي لم تبلغ فكرة الإسلام ، وفلسفته إلى الجماهير ، نتيجة تقصير المسلمين الشّائن في تبليغ دعوتهم الصّافية ، ونتيجة طمس المؤسسات التّبشيرية ، والصّهيونية لحقائق هذا الدّين ـ ساد الخراب الأخلاقي ، وانطلق الشّباب في موجات يائسة ، يتسكعون