أيجب أن ندهش لهذه اللّغة النّبيلة من كتاب يرى أنّ خير الزّواج في حياتنا الدّنيا هو قبل كلّ شيء في تلك السّكينة الباطن الّتي يشعر بها الرّجل لدى رفيقة مشتقة من نفسه ، وهو في المودة ، والحنان الّذي أودعه الله بينهما : (أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (١)؟؟ ..
ونلاحظ من ناحية أخرى أنّ الصّفات الأخلاقية تزاحم الصّفات المادية في نعت هؤلاء الرّفيقات العلويات ، ليس ذلك فحسب ، ولكن العنصر الأخلاقي يتقدم على المادي ، ومن ثمّ وجدنا : (أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) (٢) ، و (فِيهِنَّ خَيْراتٌ) (أولا) (حِسانٌ) (٣) ، و (قاصِراتُ الطَّرْفِ) (أولا) (عِينٌ) (٤) ، و (قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ) (٥) ، وهن (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) (٦) لا يبرحنها.
هذه الصّفات الأخلاقية ذاتها هي الّتي أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن نبني عليها إختيارنا الزّوجي فقال : «تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، وجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدّين تربت يداك» (٧).
__________________
(١) الرّوم : ٢١.
(٢) البقرة : ٢٥ ، وآل عمران : ١٥ ، والنّساء : ٥٧.
(٣) الرّحمن : ٧٠.
(٤) الصّافات : ٤٨.
(٥) سورة ص : ٥٢.
(٦) الرّحمن : ٧٢.
(٧) انظر ، صحيح البخاري : ٥ / ١٩٥٨ ح ٤٨٠٢ ، السّرائر : ٢ / ٥٥٩ ، صحيح مسلم : ٢ / ١٠٨٦ ح ١٤٦٦ ، سنن أبي داود : ٢ / ٢١٩ ح ٢٠٤٧ ، السّنن الكبرى : ٣ / ٢٦٩ ح ٥٣٣٧ ، المحاسن : ١ / ١٦ ، سنن ابن ـ