__________________
ـ صرفه عنه ـ ولا هو بالمعنى الإصطلاحي : الإرجاع عن الدّين ، وصرف المسلمين عن الإسلام. حتّى يستحق القتل طبقا للنصّ الشّرعي هذا أوّلا.
وثانيا : لقد أفتى الفقهاء سنّة ، وشيعة بأنّ المرتد يمهل ثلاثة أيام للمناقشة فيما إذا إلتبس عليه من أمر الدّين وطروء الشّبهات. انظر كتاب المبسوط للسرخسي : ١٠ / ٩٨.
وقال الإمام مالك : ثلاثة أيام بلياليها من يوم الثّبوت لا من يوم الكفر بلا جوع ولا عطش ، بل يطعم ، ويسقى ، ولا يعاقب خلال هذه المدة. الشّرح الكبير للدّرديريّ ٤ : ٢٧٠.
وقال الإمام الشّافعيّ بوجوب الإستتابة ؛ لأنّه كان محترما بالإسلام. حاشية البجيرمي على شرح المنهج باب الرّدة.
وقال الإمام أحمد بن حنبل بوجوب البلوغ ، والعقل ، وكان الكفر بقوله ، وعمله لا بالأحتمال من تسع وتسعين وجها ، ويحتمل الإيمان من وجه واحد. كشف القناع على متن الأقناع : ٤ / ١٠٠ ، حاشية ردّ المحتار على الدّر المختار لابن عابدين : ٢٨٣.
وقال عمر لأبي بكر : علام تقاتل النّاس! وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يشهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله ... البداية والنّهاية : ٦ / ٣٤٣ ، الأحكام السّلطانية للماورديّ ، طبعة مصر الأولى : ١٧٤.؟
والسّؤال الّذي يطرح نفسه على المنصفين ، والعلماء الخيرين أصحاب الكلام ، والفقه ، والدّين ، والتّحقيق ، والنّظر ، والدّراية ، أهذه الأساليب الّتي ذكروها اتبعت مع مالك بن نويرة على فرض أنّه ارتد؟ أم أنّ عدم مبايعته لأبي بكر هي الّتي أدت إلى قتله؟ أم أنّ الحقد الدّفين عليه في قلب خالد بن الوليد هو الّذي أدى إلى قتله؟ أم أنّ الطّمع في زوجته لجمالها ، ورجاحة عقلها هو الّذي دفع خالد بن الوليد إلى قتله؟ أم حقا أنّه لم يدفع الصّدقات إلى أبي بكر ؛ لأنّه استعمل عليها من قبل النّبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولذا لم يدفعها إلّا لصاحبها الشّرعي من بعده صلىاللهعليهوآله؟ ثمّ لما ذا يداهمهم ليلا؟ ، ويروعهم تحت جنح اللّيل ، وأخذ القوم سلاحهم تهيّؤا للقتال فقال الرّاوي : فقلنا لهم : نحن مسلمون ، قالوا : فما بال السّلاح معكم؟ قلنا : فإن كنتم كما تقولون فضعوا السّلاح. قال الرّاوي : فوضعوها ـ أي أسلحتهم ـ ثمّ صلينا ، وصلوا معنا. صحيح مسلم : ٢ / ٣ (بتصرف).
أفبعد هذا كلّه من الحوار الّذي يدلل على أنّهم من المسلمين ، وأنّهم يؤدون الصّلاة بإمامة قائدهم ـ