قائمة الکتاب
كلمة المعرب
٤٩
إعدادات
دستور الأخلاق في القرآن
دستور الأخلاق في القرآن
تحمیل
الإبداع ؛ حرية العمل لتخريب مستقبل الأمّة ، وحرية الإبداع لتطوير أساليب الإجرام.
على حين لم يجد أصحاب الدّعوات ، ومناهج الإصلاح مجالا لنشر أفكارهم ، لا في الزّمان ، ولا في المكان ، وذلك كلّه واقع عشرين عاما خلت ، لن يغفره التّأريخ ، وكانت الحصيلة هزيمتان ساحقتان للأمّة أمام عدوها ، هما النّتيجة الطّبيعية لسحق شخصية الإنسان المسلم ، وما زالت الأمّة العربية تجاهد من أجل عبور الهزيمة أمام خصم لدود يستغل كلّ نقاط ضعفها ، ويجند جيوش المرتزقة ، والمجرمين ، ومهربي المخدرات ، من أجل دحرها.
ومع ذلك فلندع التّأريخ جانبا الآن ، فنحن في مواجهة خطر قادم رهيب ، لا يقاوم إلا بالوحدة القائمة على أساس المنهاج الأخلاقي ، والفكر الدّيني ، كما لن يغسل عار الهزيمة إلا السّلاح. فكلّ فساد في الدّولة ، أو في المجتمع هو في التّحليل النّهائي فساد أخلاقي ، تنبغي مواجهته بطريقة جذرية ، تعالج المرض ، لا أعراضه ، وفي حالة معينة يلزم فيها علاج (التّسيب) ، في صورة الإختلاس مثلا ، لا يكون العلاج أن نسترد المال المختلس ، بل بأن نقضي على الخلل الأخلاقي الّذي يسمح بالإختلاس ، ومن المؤكد أننا من حيث التّشريع لسنا أحكم ، ولا أعدل من الخالق جلّ وعلا ، وهو سبحانه قد شرع قطع يد السّارق (١) علاجا لمثل هذه الإنحرافات ، وقضاء على جريمة السّرقة.
وقد كان هدف المشرع من هذه العقوبة الصّارمة ذا شعب ثلاث ، فهو بقسوته
__________________
(١) يقصد بذلك الآية ٣٨ من سورة المائدة : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.)