الذّات) ، ذلك الإحساس الطّبيعي ، الّذي يكون في بعض الظّروف مشروعا ؛ على تفاوت في قدر هذه المشروعية ، ولكن عيبه هنا هو أنّه لا يفرض واجبا ، ومن ثمّ كان في غير محله.
وإنّما تتفاوت مشروعيته في ذاته ، لأنّ من الضّروري ، لكي يعيش الإنسان في مجتمع ، أن يطمئن إلى حدّ أدنى من محبّة قلوب الآخرين ، حدّ أدنى من الإعتبار في نظرهم ، بقدر ما هو ضروري أن يتنفس لكي يعيش بدنيا ... أليس من المسموح به ، بل من الموافق للسّنة الحسنة أن يكون المرء أكثر حرصا على هيئته الظّاهرة ، وطريقة لباسه في المجتمع ، من حرصه على ذلك مع من يألفهم ، وهو أمر أكدته السّنّة ، فلقد «كان صلىاللهعليهوسلم يلبس رداء إذا خرج» (١).
كما ينبغي على المرء أن يكون أحرص على ذلك في المجتمعات منه في العمل ، وهي سنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، الّذي قال : «ما على أحدكم لو اتخذ ثوبين لجمعته ، سوى ثوبي مهنته» (٢).
__________________
(١) انظر ، صحيح البخاري : ٣ / ١١٢٥ ح ٢٩٢٥ و : ٥ / ٢١٨٤ ح ٥٤٥٧ ، ونصّ رواية البخاري : أنّ حسين بن عليّ أخبر أنّ عليّا رضى الله عنه ، قال : «فدعا النّبي صلىاللهعليهوسلم بردائه ، ثمّ انطلق يمشي ... إلخ» ومفهوم ذلك أنّه كان إذا خرج يلبس رداءه. «المعرب». وانظر ، صحيح مسلم : ٣ / ١٥٦٩ ح ١٩٧٩ ، الكافي : ٣ / ٢٠٤ ، مسند أبي عوانة : ٥ / ٩١ ح ٧٩٠٢ ، السنن الكبرى : ٦ / ١٢٤ ح ١١٤٥٦ وص : ٣٤١ ح ١٢٧٣٥ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٥١ ، سنن أبي داود : ٣ / ١٤٩ ، الخصال : ١٩١.
(٢) انظر ، موطأ مالك : ١ / ١٣٣ ح ٢٤٢ ، وفي لفظ : (إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته) ، تفسير ابن كثير : ٤ / ٣٦٧ ، المعتبر : ٢ / ٣١٦ ، صحيح ابن حبان : ٧ / ١٥ ح ٢٧٧٧ ، موارد الظّمآن : ١ / ١٤٩ ح ٥٦٨ ، مصباح الزّجاجة : ١ / ١٣١ باب ٤٧ ، منته المطلب : ١ / ٣٢٩ ، سنن ابن ماجه : ١ / ٣٤٩ ح ١٠٩٦ ، تأويل مختلف الحديث : ١ / ٢٠٠ ، شعب الإمان : ٣ / ٩٨ ح ٣٩٩٢ ، بحار ـ